قالت الدكتورة كريستين لي إن اتباع نظام غذائي صحي ومتنوع يساعد في بناء جهاز هضمي صحي، مشيرة إلى أن صحة الجهاز الهضمي تعد أمرا أساسيا للحفاظ على نظام مناعي قوي وتعزيز الصحة العقلية والبدنية للمرء.
وأكدت خبيرة أمراض الجهاز الهضمي لدى منظومة الرعاية الصحية العالمية “كليفلاند كلينك” ضرورة الحفاظ على توازن جيد لبكتيريا الأمعاء من أجل صحة الإنسان، موضحة أن تناول الأطعمة المناسبة يقوي ما تسمى منظومة النَّبيتِ المجهري (الميكروبيوم) المعقدة في الأمعاء والمؤلّفة من تريليونات الميكروبات، التي تضمّ البكتيريا النافعة.
أعراض ضعف صحة الأمعاء.. وقد تشمل أعراض ضعف صحة الأمعاء:
الطفح الجلدي
الإرهاق
حرقة المعدة
الانتفاخ
الغازات المعوية
الإمساك
الإسهال
وحثّت الخبيرة في صحة الأمعاء الأفراد على الانتباه إلى هذه الأعراض، لا سيما إذا ظهر أي منها عقب تناول الطعام، مشيرة إلى أنها تعد مؤشرات إلى حاجة المرء لإحداث التغيير في النظام الغذائي لمساعدة أمعائه.
وشدّدت الدكتورة لي على أهمية القناة الهضمية، مؤكدة أن التنوع الغذائي يؤدي إلى ميكروبيوم أكثر صحة يحتوي على مزيد من أنواع البكتيريا الجيدة، التي من شأنها أن تحسن حالة الجهاز الهضمي وترفع قدرته على التعامل مع كل ما قد يدخل فيه.
أطعمة مفيدة يجب الإكثار منها
ونصحت الدكتورة لي الأفراد بتناول كثير من الأطعمة النباتية والحبوب الكاملة المليئة بالألياف، والتي تساعد على الهضم وتحافظ على صحة الجهاز الهضمي.
وأضافت “ينبغي أن تضع أمامك هدفا يتمثل في تناول ما بين 5 و7 حصص من الفاكهة والخضروات يوميا، وتنويع ألوانها لتشمل الأخضر والأحمر والبرتقالي والأصفر، مما يعني حصولك على مجموعة متنوعة من الفيتامينات والعناصر الغذائية، التي يحتاجها جسمك”.
واقترحت تناول الحبوب الكاملة المليئة بالألياف، التي قالت إنها مهمة أيضا لانتظام حركة الأمعاء، كالشوفان والشعير والجاودار والدُّخُن والكينوا والأرز البني، مُبيّنة أن الحبوب الكاملة غير المعالجة تحتفظ بمزايا طبيعية أكثر من الحبوب المطحونة أو المكررة، التي نُزعت منها بعض الطبقات المغذية.
وأوصت عند التسوق باختيار الحبوب التي لا يقل فيها محتوى الألياف الغذائية عن 3 غرامات لكل حصة (الحصة تساوي نصف كوب مطبوخ)، سعيا وراء الحصول على أفضل قدر من الفائدة.
وقالت الدكتورة لي إن بالإمكان تضمين الأطعمة المشتملة على البكتيريا النافعة في النظام الغذائي، وهي الأطعمة المخمّرة، مثل الزبادي ومخلل الملفوف. وتشتمل هذه الأطعمة على كائنات حية دقيقة مفيدة لصحة الجهاز الهضمي.
أطعمة يجب الحدّ منها
في المقابل، قد تسبب عديد من الأطعمة مشاكل في الجهاز الهضمي، مما يوجب تجنبها أو على الأقلّ الحدّ من تناولها، حسب نصيحة الدكتورة لي. وتشمل هذه الأطعمة المأكولات عالية الصوديوم كرقائق البطاطا واللحوم المصنّعة والكثير من الأطعمة الجاهزة، التي يمكن أن تبطئ عملية الهضم وتؤدي إلى الانتفاخ، إضافة إلى الأطعمة المصنعة، التي تحتوي على مواد حافظة تبطئ من حركة الجهاز الهضمي وتسمح بتراكم البكتيريا الضارة.
وأوصت الخبيرة بالحدّ من أنواع طعام أخرى تشمل الدهون المشبعة مثل الموجودة في السمن والمقالي، التي قد تؤدي إلى عسر الهضم والغازات والإسهال، إضافة إلى المُحلّيات الصناعية، التي قد يصعب على الجسم معالجتها.
كما نصحت بالحدّ من تناول اللحوم الحمراء إلى مستوى لا يزيد على 85 غراما لمرتين في الأسبوع، لا سيما أن اللحوم الحمراء مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.
وانتهت الدكتورة لي إلى أن “الأطعمة البسيطة تظلّ الأفضل لأجسامنا”، داعية إلى أن “نستمع إلى أمعائنا ونلاحظ ردود الفعل على الأطعمة التي نتناولها والتقليل من الأطعمة، التي تسبب مشاكل في الجهاز الهضمي، فإذا أضفنا إلى ذلك ممارسة الرياضة بانتظام مع التمارين التي تقوي عضلة القلب، فإن أمعاءنا ستغدو أكثر صحة وسعادة”، على حدّ وصفها.
المصدر : الألمانية