آراء مغاربية – الجزائر | الاتصالات الخارجية تخرج الرئيس الجزائري من عزلته

تلقى الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون دعوتين من رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لزيارة روما والدوحة بعد تماثله للشفاء، لتكون بذلك الدعوة الثالثة من نوعها، وهو ما سيزيح عنه حالة العزلة التي رافقته خلال الأسابيع الأخيرة بسبب وعكته الصحية وظهور أصوات معارضة لاستمراره في قصر المرادية.

وأعرب رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي عن أمنيته بأن تسمح الظروف الصحية للرئيس تبون لأن يكون حاضرا ومشرفا برفقته على أشغال الاجتماع الرابع للندوة الحكومية المشتركة بين البلدين، المزمع انعقادها في روما خلال الأشهر القادمة من العام الجديد.
وتعد هذه الدعوة غير المباشرة هي الثالثة من نوعها التي وصلت الرئيس تبون خلال الأيام الأخيرة من طرف رؤساء وقادة دول، فبعد دعوة الرئيس التونسي قيس سعيد، أردفتها دعوة من الشيخ تميم، وهو ما يفسح له المجال للخروج من العزلة التي وجد نفسه فيها منذ تواريه عن الأنظار بسبب وعكة صحية أصيب بها في منتصف أكتوبر الماضي.
وبتلك الدعوات يكون الرئيس تبون قد أكد لخصومه في المعارضة والسلطة على مكانته الرسمية على رأس البلاد، وأنه هو الذي يتم التعامل معه كممثل لأعلى مؤسسة في الدولة، بعد تعالي أصوات تدعو إلى تفعيل الشغور الرئاسي والذهاب إلى انتخابات رئاسية مبكرة، بعد عجزه عن أداء مهامه الدستورية.
رئيس الحكومة الإيطالي لفت إلى أنه بالرغم من الطابع الاستثنائي لسنة 2020 إلا أنها كانت سنة مميزة لبعث الشراكة بين الجزائر وإيطاليا
وذكر كونتي، في رسالة لتبون، أنه “تلقى بارتياح نبأ تماثله للشفاء من خلال الرسالة المصورة التي بثت منتصف ديسمبر الجاري، وأنه يأمل أن يعود إلى الجزائر في صحة جيدة، كما أنه متفائل بشأن تحسن وضعه الصحي”.
وأضاف “بعد مرور أكثر من عام على انتخابكم رئيسا للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، وبعد حوالي سنة من لقائنا بالجزائر العاصمة، يطيب لي أن أهنئكم بمناسبة مرور سنة على عهدتكم التي تميزت بحزمة من الإصلاحات الهامة بدءا بمراجعة الدستور التي جرت في سياق من التحديات العالمية غير المعهودة تتطلب تعاونا متينا دوليا لمواجهتها”.
ولفت رئيس الحكومة الإيطالي إلى أنه بالرغم من “الطابع الاستثنائي لسنة 2020 إلا أنها كانت سنة مميزة لبعث الشراكة بين الجزائر وإيطاليا، ميزها تبادل استثنائي للزيارات السياسية بالجزائر وروما على حد السواء”.
كما أشاد المتحدث بما أسماه “نجاح الزيارة التي أجراها وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي لويجي دي مايو، والتي توجت بتوقيع البلدين على مذكرة مهمة تقضي بإرساء حوار استراتيجي حقيقي حول العلاقات الثنائية والمسائل السياسية والأمن الشامل”.
وتابع “سنة 2021 ستكون سنة مفصلية بالنسبة لمستقبل المجتمع الدولي، إذ يجب على بلدينا أن يرفعا معا تحديات مشتركة، منها ما هي دولية كالصحة، والتغيرات المناخية، والإنعاش الاقتصادي، أو إقليمية بدءا بالمتوسط وليبيا ومنطقة الساحل، وأن إيطاليا تعتزم إقامة شراكة جديدة مع أفريقيا، وبناء مقاربة متجددة للاتحاد الأوروبي نحو القارة والمتوسط المجاور”.
وأولت رسالة رئيس الحكومة الإيطالي أهمية قصوى لمستقبل العلاقات بين البلدين، كما أبانت عن رغبة ملحة في إرساء قواعد الاستقرار السياسي في الجزائر، من خلال الرهان على دور الرئيس تبون، بدءا من الدعم الذي أولته له روما منذ انتخابه رئيسا للبلاد في ديسمبر 2019، رغم المآخذ التي أثيرت آنذاك على الاستحقاق الرئاسي في الداخل والخارج.

صابر بليدي – صحافي جزائري

World Opinions | Débats De Société, Questions, Opinions et Tribunes.. La Voix Des Sans-Voix | Alternative Média

تصفح ايضا

الدين والدولة في المغارب

يخيّل إليّ أن النقاش الفكري والسياسي، الذي خيض في الدول المغاربية منذ فترات الاستقلالات الوطنية الأولى، عن علاقة الدولة الوطنية بالدين الإسلامي، لم ينبن على أي أساس ديمقراطي، بل هو بالأساس تحكّمي تمنطق بالشرعية التي فازت بها القوى السياسية والمسلحة التي كافحت من أجل الاستقلال ومن إملائها، في بعض الحالات، بالقوة التحكّمية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Solve : *
13 − 1 =