الرئيس أشرف غني يتعهد بتعبئة الجيش لصد طالبان مع استمرار زحف الحركة نحو كابول

خاطب الرئيس الأفغاني، أشرف غني، شعبه في مواجهة تقدم سريع لحركة طالبان، قائلاً إن الأولوية القصوى هي إعادة تعبئة القوات المسلحة.

وقال إنه يجري محادثات عاجلة مع قادة محليين وشركاء دوليين، مع اقتراب مقاتلي طالبان من كابول واستيلائهم على بلدة رئيسية جنوب العاصمة تعد واحدة من بوابات المدينة.

وأفادت أنباء بسيطرة طالبان على منطقة تشار آسياب، التي تبعد نحو 11 كيلومترا فقط عن كابول. كما يشن المتمردون هجوما للاستيلاء مزار شريف المدينة الشمالية الرئيسية الوحيدة التي لا تزال تحت سيطرة الحكومة.

لا انخراط أميركياً من جديد

بدأت حركة طالبان هجومها في أيار/ مايو عندما أكد الرئيس الأميركي جو بايدن رحيل آخر القوات الأجنبية من البلاد بعد عشرين عاماً من تدخلها لإطاحة طالبان من السلطة في أعقاب هجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001. ويفترض أن ينتهي هذا الانسحاب بحلول 31 آب/ أغسطس.

مذاك، أكد بايدن أنه ليس نادماً على قراره رغم السرعة التي انهار بها الجيش الأفغاني في مواجهة تقدم طالبان ما فاجأ الأميركيين وخيب أملهم بعدما أنفقوا أكثر من ألف مليار دولار خلال عشرين عاما لتدريبه وتجهيزه.

وبسبب هذا التقدم السريع، أعلنت واشنطن مساء الخميس أنها قررت “تقليص وجودها الدبلوماسي” في كابول.

ولضمان إجلاء الدبلوماسيين الأميركيين بسلام، سترسل وزارة الدفاع الأميركية ثلاثة آلاف جندي إلى مطار كابول الدولي، بحسب الناطق باسمها جون كيربي.

وأوضحت وزارة الدفاع الأميركية الجمعة أنها مستعدة لاجلاء “آلاف الاشخاص يوميا” عبر الجو، معتبرة أن كابول لا تواجه “خطرا وشيكا”.

في الوقت نفسه، أعلنت بريطانيا أنها سترسل 600 عسكري لمساعدة الرعايا البريطانيين على مغادرة الأراضي الأفغانية.

واعلن رئيس الوزراء بوريس جونسون بعد اجتماع ازمة الجمعة ان بلاده تعتزم “ممارسة ضغط” عبر القنوات الدبلوماسية والسياسية، مستبعداً اي “حل عسكري”.

واعلنت دول عدة بينها هولندا وفنلندا والسويد وايطاليا واسبانيا الجمعة خفض وجودها في البلاد الى الحد الادنى، لافتة الى برامج لاجلاء موظفيها الافغان.

وقالت المانيا ايضا إنها ستقلص طاقمها الدبلوماسي.

وفضلت دول أخرى مثل النروج والدنمارك اغلاق سفاراتها موقتا. واعلنت سويسرا التي لا سفارة لها اجلاء عدد من المتعاونين السويسريين ونحو اربعين موظفا محليا.

وتأتي هذه العمليات بينما تواصل حركة طالبان تجاهل الجهود الدبلوماسية التي تبذلها الولايات المتحدة والأسرة الدولية.

لا ميل إلى تسوية

اختتمت اجتماعات دولية استمرت ثلاثة أيام في العاصمة القطرية الدوحة الخميس بلا تقدم ملموس. وقالت الولايات المتحدة وباكستان والاتحاد الأوروبي والصين في بيان مشترك إنها لن تعترف بأي حكومة في أفغانستان “مفروضة بالقوة”.

وقال مفاوض حكومي في محادثات الدوحة طلب عدم كشف هويته إن طالبان قد لا تميل إلى تسويات على الإطلاق بينما عرضت عليها السلطات الخميس على عجَل “تقاسم السلطة في مقابل إنهاء العنف”.

كان الرئيس الأفغاني أشرف غني يرفض حتى الآن الدعوات إلى تشكيل حكومة موقتة غير منتخبة تشارك فيها طالبان.

في واشنطن، يواجه الرئيس بايدن ضغطاً من المعارضة. فقد صرح زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل الخميس أن “أفغانستان في طريقها إلى كارثة هائلة متوقعة كان بالإمكان تجنبها”.

من جهتها، قالت الامم المتحدة ان 183 مدنيا على الاقل قتلوا واصيب 1181 اخرون بينهم اطفال خلال شهر من المعارك في لشكركاه وقندهار وهرات وقندوز.

واعتبر الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش الجمعة أن المعلومات عن انتهاكات لحقوق الافغانيات يرتكبها مقاتلو طالبان تثير “الرعب”.

وصرح غوتيريش للصحافيين “أنا قلق للغاية إزاء معلومات أولية مفادها أن (مقاتلي) طالبان يفرضون قيوداً صارمة على حقوق الإنسان في المناطق التي يسيطرون عليها”.

واضاف “من المرعب والمؤلم خصوصا أن نرى الفتيات والنساء الافغانيات يحرمن من حقوق اكتسبنها بعد جهد شاق”.

فضاء الآراء / ا ف ب

World Opinions | Débats De Société, Questions, Opinions et Tribunes.. La Voix Des Sans-Voix | Alternative Média

تصفح ايضا

مجلس الأمن يفجّر الخلافات الأميركية – الإسرائيلية.. كيف قرأت “إسرائيل” الامتناع عن استخدام الفيتو؟

في اليوم الـ172 للحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة واليوم الـ16 من رمضان، رحبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بقرار مجلس الأمن الدولي بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، وطالبت المجلس بالضغط على الاحتلال للالتزام بتطبيقه "ووقف حرب الإبادة والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Solve : *
21 − 14 =