اشتباكات واسعة في القدس.. واشنطن وبروكسل يدعوان لـ”وقف العنف”.. فيديو

من المتوقع أن يصل عدد قياسي من المصلين إلى المسجد الأقصى في ليلة القدر التي توافق السبت ليلا. ومن المتوقع وصول وفود من فلسطيني الداخل إلى المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح بالقدس الشرقية، استجابة لدعوة أطلقتها لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية (أعلى هيئة تمثيلية للفلسطينيين في مناطق 48)، بحسب المصدر ذاته.

وتأتي هذه الأحداث وسط غضب متزايد إزاء احتمال طرد عائلات فلسطينية من منطقة حي الشيخ جراح في القدس الشرقية، التي يدعي مستوطنون يهود ملكيتهم لها.

وتشهد المحكمة العليا الإسرائيلية جلسة بشأن قضية حي الشيخ جراح يوم الاثنين، وذلك في اليوم نفسه الذي يوافق يوم القدس في إسرائيل، وهو احتفال إسرائيلي سنوي بالسيطرة على القدس الشرقية في حرب عام 1967.

وقد قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال مداخلة هاتفية مع تلفزيون فلسطين الرسمي، إنه وجه السفير الفلسطيني بالأمم المتحدة لطلب عقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن.

من جهته، قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس إسماعيل هنية إنه أجرى اتصالات بزعماء دول عربية وإسلامية، وطالب هنية في كلمة له عبر قناة الأقصى الفضائية، الدول التي طبّعت مع إسرائيل بإنهاء اتفاقيات التطبيع وإغلاق سفاراتها لدى تل أبيب، مضيفا أن ما يجري حاليا في القدس هو انتفاضة يجب أن تتواصل ولن تتوقف.

طالبت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بـ”وقف العنف” في القدس الشرقية بعد مواجهات خلفت الكثير من الجرحى غالبيتهم من الفلسطينيين، وتشهد المدينة توترا بالغا خاصة بعد احتجاجات فلسطينية على النشاط الاستيطاني.

دعت الولايات المتّحدة إلى “وقف العنف” في القدس الشرقية المحتلّة حيث أصيب ليل الجمعة أكثر من 175 فلسطينياً وستّة شرطيين إسرائيليين بجروح في اشتباكات بين الطرفين دارت خصوصاً في باحة المسجد الأقصى، في أعنف مواجهات تشهدها المدينة المقدّسة منذ سنوات.

وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس في بيان إنّ “الولايات المتّحدة قلقة للغاية إزاء المواجهات الجارية في القدس… والتي أفادت تقارير أنّها أسفرت عن سقوط عشرات الجرحى”.

وأضاف أنّ “العنف لا عذر له، لكنّ إراقة الدماء التي تحصل الآن مقلقة بشكل خاص” لا سيّما وأنها تحصل في الأيام الأخيرة من رمضان.

ولفت المتحدّث إلى أنّ واشنطن دعت المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين إلى “العمل بحزم لتهدئة التوتّرات ووقف العنف”. وشدّد برايس على “الأهمية البالغة” لتجنّب أيّ خطوات قد تؤدّي إلى تفاقم الوضع – مثل “عمليات الإخلاء في القدس الشرقية، والنشاط الاستيطاني، وهدم المنازل، والأعمال الإرهابية”.

ودارت أعنف المواجهات في باحة المسجد الأقصى، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدى المسلمين، وقد أشعل فتيلها بحسب الشرطة الإسرائيلية إلقاء شبان فلسطينيين حجارة وزجاجات فارغة على عناصرها، في حين اتّهم شبّان فلسطينيون قوات الأمن الإسرائيلية بأنّها هي من بادر إلى الاعتداء على مجموعة منهم عند مدخل الأقصى.

كما دعا الاتحاد الأوروبي السبت السلطات الإسرائيلية الى التحرك “بشكل عاجل” لوقف التصعيد في القدس بعد المواجهات العنيفة بين الفلسطينيين والشرطة.

وقال المتحدث باسم الاتحاد في بيان “العنف والتحريض غير مقبولين ويجب محاسبة الجناة من جميع الأطراف”، مضيفا أن “الاتحاد الأوروبي يدعو السلطات إلى التحرك بشكل عاجل لخفض التوتر الحالي في القدس”.

وكان مسعفون فلسطينيون والشرطة الإسرائيلية قد أعلنوا بداية إن ما لا يقل عن 205 فلسطينيين و17 ضابطا أصيبوا في الاشتباكات التي وقعت أمس ليلا عند المسجد الأقصى.

وفجر السبت خيّم هدوء حذر على القدس الشرقية، بحسب ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس.

وكانت الخارجية الأميركية أصدرت الجمعة، قبل وقوع هذه الصدامات، بياناً أول أعربت فيه عن “القلق العميق إزاء تصاعد التوتر في القدس” و”القلق بشأن عمليات الإخلاء المحتملة لعائلات فلسطينية” من أحياء في القدس الشرقية و”كثير منهم، بالطبع، يعيشون في منازلهم منذ أجيال”.

وشدّدت الخارجية في بيانها الذي أصدرته المتحدّثة باسمها جالينا بورتر على أنّه “مع دخولنا فترة حسّاسة”، “سيكون من الضروري (…) التشجيع على تهدئة التوتر وتجنّب حصول مواجهة عنيفة”.

وأضافت “قلنا مراراً وتكراراً إنّه من الضروري تجنّب اجراءات أحادية قد تفاقم التوتر أو تبعدنا أكثر عن السلام، وهذا يشمل عمليات الإخلاء والأنشطة المتعلّقة بالاستيطان”.

وتأتي الاشتباكات وسط تصاعد التوتر في القدس الشرقية والضفة الغربية اللّتين تحتلّهما إسرائيل منذ 1967، حيث قتل في شمال الضفة الجمعة فلسطينيان برصاص الجيش الاسرائيلي وأصيب ثالث إثر محاولة مهاجمة موقع إسرائيلي.

أوامر الإجلاء في قلب التوتر

وتشهد منطقة الشيخ جرّاح مواجهات يومية بين فلسطينيين مقدسيين ومستوطنين يحاولون السيطرة على أربع منازل تعود لفلسطينيين.

واستخدمت الشرطة مدافع مياه مثبتة على مركبات مدرعة لتفريق محتجين تجمعوا قرب منازل الأسر المهددة بالطرد. وردد بعضهم قائلين “بالروح والدم نفديك يا أقصى”.

وقال المحتج بشار محمود (23 عاما) الذي يقيم في حي العيسوية القريب “إن لم نقف بجوار هذه المجموعة من الناس هنا فإنها (أوامر الإخلاء) ستأتي إلى مسكني ومسكنه ومسكنها وإلى كل فلسطيني يعيش هنا”.

وتشهد المحكمة العليا الإسرائيلية جلسة بشأن قضية حي الشيخ جراح يوم الاثنين وذلك في نفس اليوم الذي يوافق يوم القدس في إسرائيل وهو احتفال إسرائيلي سنوي بالسيطرة على القدس الشرقية في حرب عام 1967.

الأغلبية الساحقة من سكان الشيخ جراح فلسطينيون لكن الحي يحتوي على موقع يقدسه اليهود باعتباره قبر الحاخام سمعان العادل.

وقال روبرت كولفيل المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان “أوامر عمليات الإجلاء، إذا صدرت وتم تنفيذها، فستنتهك التزامات إسرائيل بموجب القانون الدولي” بشأن القدس الشرقية التي سيطرت عليها واحتلتها في حرب عام 1967.

وقُتل الخميس فتى فلسطيني خلال مواجهات في قرية بالقرب من مدينة نابلس، خلال عمليات بحث للجيش الاسرائيلي عن فلسطيني أصاب ثلاثة مستوطنين وتوفي أحدهم لاحقاً.

فضاء الآراء / أ ف ب

World Opinions | Débats De Société, Questions, Opinions et Tribunes.. La Voix Des Sans-Voix | Alternative Média

تصفح ايضا

الولايات المتحدة تستخدم “الفيتو” ضد قرار يدعو لوقف إطلاق النار في غزة.. فيديو

فشل مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة في مجلس الأمن الدولي، الثلاثاء (20 فبراير/شباط 2024)، بعد أن استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد النص الذي قدمته الجزائر، عضو المجلس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Solve : *
27 − 5 =