ارتفاع ملحوظ باستخدام الـ”جت سكي” لتهريب المهاجرين بين المغرب وإسبانيا

الدراجات المائية أو الـ”جت سكي” عادت لتشكل وسيلة مستخدمة بشكل متزايد من قبل عصابات تهريب البشر بين المغرب وإسبانيا. السلطات الإسبانية لحظت في الآونة الأخيرة ارتفاعا ملحوظا باستخدام تلك الوسيلة، خاصة وأنها صغيرة للغاية ولن تتمكن الرادارات من رصدها، كما أنها سريعة للغاية ويمكنها عبور المسافة الفاصلة بين سواحل البلدين (مضيق جبل طارق) بظرف زمني قياسي.

عادت الدراجات المائية لتشكل مادة عند الحديث عن عمليات تهريب المهاجرين من المغرب باتجاه إسبانيا. تلك الآليات التي تسير بسرعة كبيرة على سطح الماء، يمكنها اجتياز مضيق جبل طارق، بين النقطتين الأقرب لبعضهما بين المغرب وإسبانيا، بمدة تتجاوز الـ10 دقائق بقليل.

وخلال الأشهر الأخيرة، عادت عصابات تهريب المهاجرين لاستخدام تلك الآليات بكثرة، حيث تواجه قوات الأمن صعوبة برصدها على أجهزة الرادار، وبالتالي عد تمكنها من اعتراضها وتوقيف سائقيها.

صحيفة “إل كونفيدنسيال” الإسبانية، نقلت عن مصادر بالحرس المدني قولها إن “المهاجرين الذين يعتمدون تلك الطريقة (للوصول للسواحل الإسبانية)، يعرضون أنفسهم لمخاطر جمّة”. فالدراجات المائية تتمتع بقدرة على المناورة محدودة للغاية، “تعتمد على عدد الركاب والسرعة التي تسير بها وحالة البحر (الأمواج)”.

المصادر كشفت للصحيفة أن المهربين يتقاضون من المهاجرين مبالغ تصل إلى 10 آلاف يورو عن كل شخص مقابل تلك الرحلة.

مضيق جبل طارق والمانش

وهذه ليست المرة الأولى التي تلجأ فيها شبكات التهريب لتلك الوسيلة، فمنذ 2017 بات الحديث عن الدراجات المائية أو الـ”جت سكي” رائجا في أوساط الهجرة وتهريب المهاجرين من المغرب إلى إسبانيا.

وغالبا ما تنطلق تلك الآليات من سواحل طنجة، قاصدة ملقا أو قادس، أو من سبتة باتجاه الجزيرة الخضراء، لقرب المسافة عمليا بين سواحل البلدين عند تلك النقاط.

ولم يقتصر استخدام الدراجات المائية على تلك المنطقة فحسب، إذ حاولت شبكات التهريب إدراج تلك الوسيلة ضمن “قائمة خدماتها” لنقل المهاجرين من فرنسا إلى بريطانيا. قوات الأمن البريطانية والفرنسية أوقفت عناصر تلك الشبكة في 2018، وأخضعتهم للمحاكمة.

ولنفس الأسباب التي دفعت نظراءهم في المغرب لاعتماد تلك الطريقة، وجد عناصر تلك الشبكة أن الدراجات المائية صغيرة، وبالتالي لا يمكن رصدها من خلال الرادار. كما أنها سريعة ويمكنها اجتياز المسافة الفاصلة بين البلدين بسرعة.

أيضا هنا، لم يول أعضاء الشبكة الإجرامية أي اهتمام لسلامة المهاجرين الذين كانوا يعتزمون نقلهم، كون المضيق المائي الذي نتحدث عنه (المانش) هو الأكثر إشغالا في العالم، والأكثر خطورة للإبحار نتيجة التيارات البحرية التي تحكمه وطقسه المتقلب.

انخفاض وصول المهاجرين للسواحل الرئيسية وارتفاع بأعداد الوافدين إلى الجزر

يذكر أنه بعد عودة العلاقات المغربية الإسبانية، عقب تغيير مدريد موقفها من قضية الصحراء، تراجعت تدفقات الهجرة على سواحلها القارية بشكل ملحوظ، حيث تم تسجيل وصول 23,197 مهاجرا في الأشهر التسعة الأولى من عام 2022، مقارنة بـ 28,729 في نفس الفترة من عام 2021.

ومع تشديد الأجهزة الأمنية لرقابتها على طرق المتوسط، ارتفعت بالمقابل عمليات العبور، أو محاولات العبور من المغرب باتجاه جزر الكناري أو جزر البليار، إضافة إلى جيبي سبتة ومليلة شمال المغرب.

ميادين – مهاجر نيوز

World Opinions | Débats De Société, Questions, Opinions et Tribunes.. La Voix Des Sans-Voix | Alternative Média

تصفح ايضا

مجلس الأمن يفجّر الخلافات الأميركية – الإسرائيلية.. كيف قرأت “إسرائيل” الامتناع عن استخدام الفيتو؟

في اليوم الـ172 للحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة واليوم الـ16 من رمضان، رحبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بقرار مجلس الأمن الدولي بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، وطالبت المجلس بالضغط على الاحتلال للالتزام بتطبيقه "ووقف حرب الإبادة والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Solve : *
30 − 25 =