بعد أن تأكدت من رفض تسوية أوضاعها القانونية.. مهاجرة مغربية في بروكسل تعلن إضرابها عن الطعام

نزهة، مهاجرة مغربية في بروكسل تبلغ من العمر 52 عاما، أعلنت إضرابها عن الطعام في الـ20 من الشهر الجاري احتجاجا على رفض طلبها بتسوية أوضاعها القانونية في بلجيكا. نزهة شاركت في الإضراب عن الطعام الذي قام به المئات من المهاجرين في بروكسل قبل أشهر، وكانت قد علق الإضراب بناء على وعود إيجابية بتسوية أوضاعها.

هربت نزهة قبل 12 عاما من منزل عائلتها في الدار البيضاء في المغرب بسبب العنف الأسري الذي كانت تواجهه. وصلت الشابة إلى بلجيكا، وكلها أمل بإعادة بناء حياتها على نحو سليم وأن تجد السلام الذي كانت تطمح إليه.

خلال 12 عاما، كافحت نزهة لبناء حياة كريمة في بلجيكا، تعلمت الفرنسية والهولندية ووجدت عملا وانخرطت في كثير من الجمعيات غير الحكومية. لكن كل ذلك لم يسمح للمرأة المهاجرة بالحصول على أوراق إقامة شرعية في البلاد.

انضمت نزهة للإضراب عن الطعام الذي أعلنه المئات من المهاجرين في بروكسل في أيار/مايو الماضي، اعتقدت أنها الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها الضغط على السلطات لتسوية أوضاعها. وفي تموز/يوليو الماضي، علقت نزهة مع الآخرين الإضراب عن الطعام، كانت واثقة من أن أمورها ستكون بخير وأنها ستحصل على الأوراق.

سيسيل دي بليك، منسقة الإضراب عن الطعام الذي قام به المهاجرون، قالت لوسائل إعلامية إن نزهة “وصلت في 2009 إلى بروكسل وكانت لديها إقامة وعقد عمل. لكن السلطات رفضت لاحقا تجديد إقامتها وباتت في وضعية غير قانونية”. وأكدت المتطوعة العاملة في مجال مساعدة المهاجرين أن “لدى نزهة الكثير من المساهمات التطوعية مع عدد من المنظمات غير الحكومية، كما أن لديها الكثير من وعود التوظيف” في حال حصلت على الإقامة.

دي بليك أكدت أن “فريدي روزمونت (مدير مكتب الأجانب)، طمأنها شخصيا خلال زيارته لكنيسة بيغويناغ (أثناء الاعتصام السابق) نظرا لقوة ملفها، وعلقت إضرابها عن الطعام في حينه على أمل التعامل مع ملفها على نحو صحيح”.

عودة للإضراب عن الطعام

نزهة عادت وأعلنت إضرابها عن الطعام في 20 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، واتخذت من كنيسة بيغويناغ، مسرح الإضراب الذي خاضه المهاجرون قبل أشهر، مكانا للاعتصام.

لكن ما الذي دفع نزهة للإعلان عن دخولها مجددا في إضراب عن الطعام؟

في 22 أيلول/سبتمبر، طلبت محامية نزهة، ماري تانكري، نسخة من ملف المهاجرة المغربية لدى مكتب الأجانب، واكتشفت أنه تم رفض تسوية وضعها، ما يترك رفض طلب اللجوء الخيار الوحيد.

وأوضحت المحامية أنه “لم تتم صياغة القرار النهائي، ولكن تم إلغاء ذكر-التفويض المؤقت-، ما يوحي بأن الخيار الوحيد الآخر هو رفض الطلب. ووقع الوثيقة مدير المكتب، فريدي روزمونت”.

ملف نزهة كان يحتوي على خانة تصنف العناصر التي قد تكون لصالح قضيتها، والعناصر التي قد تكون مضرة. الخانة الأولى كانت ممتلئة بالأسباب التي من شأنها أن تمنح المهاجرة اللجوء، في حين كانت الخانة الثانية فارغة.

في الرابع من تشرين الأول/أكتوبر، اطلعت نزهة على تفاصيل ملفها، وقررت في الـ20 من الشهر الجاري استئناف إضرابها عن الطعام في كنيسة بيغويناغ.

وعود لم تنفذ

التغطية الإعلامية التي حظي بها إضراب المهاجرين عن الطعام قبل بضعة أشهر أحيت الآمال لدى بعضهم بأن تساهم بتسوية أوضاعهم، على الرغم من موقف السلطات، المتمثل بوزير الدولة لشؤون اللجوء والهجرة سامي مهدي، الرافض لمناقشة الموضوع.

كورالي هويلاو، رئيسة مجموعة العمل السياسي في منظمة “التنسيق والمبادرات للاجئين والأجانب (CIRÉ)، قالت لمهاجر نيوز إن السلطات أكدت للمهاجرين وللمنظمات غير الحكومية الموجودة في موقع الاعتصام أن “فترات معالجة طلبات اللجوء ستكون قصيرة”.

ولكن بعد ثلاثة أشهر من تعليق إضرابهم، لم يتلق سوى “ستة أو سبعة أشخاص ردودا من مكتب الهجرة”، على حد تعبير أحمد منار، المتحدث باسم المهاجرين. ويضيف “تمت تسوية وضع حالة واحدة فقط لأسباب طبية”.

ويورد منار أنه بالنسبة للآخرين، “فإن العبارة التي تردهم هي نفسها: انتظر… غالبية المهاجرين ممن لا يحملون وثائق قانونية صبروا بالفعل لسنوات طويلة. هذه المرة نريد أن يتم التعامل معنا باحترام. نحن مرهقون للغاية”.

غموض وتعسف

بيير ماراج، النائب السابق لرئيس جامعة بروكسل الحرة، أحد الأماكن التي استخدمها المهاجرون أثناء إضرابهم عن الطعام، قال “هناك لغز” حول إجراءات تسوية أوضاع المهاجرين، ويسود نوع من “التعسف” آليات معالجة الملفات.

وفي غضون ذلك، لا تزال حياة المهاجرين ممن أضربوا عن الطعام محفوفة بالمخاطر. بعضهم عاد لممارسة حياته بشكل طبيعي بعد تعليق الإضراب، في حين بقي آخرون دون مأوى. متحدث باسم كنيسة بيغويناغ قال إن ما يقرب من 100 شخص مازالوا ينامون في الكنيسة يوميا. كما أكد بيير ماراج أن مجموعة أخرى من هؤلاء المهاجرين مازالت تشغل غرفة في جامعة بروكسل الحرة.

وحول استكمال المسيرة وتحصيل حقوق الجميع يقول أخمد منار “الإضراب هو الطريقة الوحيدة التي يجب أن يُسمع فيها صوتنا. في الأيام المقبلة، سينضم الكثير من المضربين السابقين إلى إضراب نزهة”.

فضاء الآراء – مهاجر نيوز

World Opinions | Débats De Société, Questions, Opinions et Tribunes.. La Voix Des Sans-Voix | Alternative Média

تصفح ايضا

مجلس الأمن يفجّر الخلافات الأميركية – الإسرائيلية.. كيف قرأت “إسرائيل” الامتناع عن استخدام الفيتو؟

في اليوم الـ172 للحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة واليوم الـ16 من رمضان، رحبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بقرار مجلس الأمن الدولي بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، وطالبت المجلس بالضغط على الاحتلال للالتزام بتطبيقه "ووقف حرب الإبادة والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Solve : *
12 − 9 =