في نهاية 2020.. إليك 4 أفلام أجمع عليها النقاد

بعد كل ما اختبره العالم في 2020، لن يكون غريبا إذا ما أراد الجميع نسيان هذا العام، ومع ذلك قد لا ينطبق الشيء نفسه على الأفلام التي نجحت في الوصول إلينا برغم ما لاقته صناعة السينما من ضرر وتحديات، خاصة أنها كانت إحدى المتع القليلة التي بقيت لنا، واستطعنا بسببها الصمود والتعامل مع الواقع بكل ما به من مخاوف واحتمالات.

ولما كنا لا نعرف حتى الآن إذا ما كان عام 2021 سيعيدنا إلى دور العرض أم سنستمر في مشاهدة الأفلام عبر شاشات التلفزيون المنزلية، إليكم هذه القائمة التي تضم أفضل أفلام 2020 من وجهة نظر النقاد والمواقع الفنية العالمية.

البحث عن الكنز

“الدماء الخمسة” (Da 5 Bloods) فيلم ملحمي بامتياز، رغم اعتماده بالأساس على حبكة درامية بسيطة، إذ يستعرض العمل رحلة يقوم بها 4 محاربين أميركيين من أصل أفريقي، حين يقررون العودة إلى فيتنام لسببين، أولا استرجاع رفات قائد فرقتهم، وثانيا البحث عن الكنز الذهبي الذي سبق لهم دفنه هناك.
هكذا، يجتمعون سويا في مهمة أقرب إلى المغامرة، وإن كان ذلك لا ينفي أنهم خلالها يجدون أنفسهم قد أصبحوا وجها لوجه مع الكثير من القيم والشعارات، التي لطالما كان لديهم قناعات مسبقة بشأنها، مثل العنصرية والخيانة والتسامح.
الفيلم جاء من إخراج سبايك لي، وهو أحد الأعمال الأصلية التي أصدرتها نتفليكس في 2020، وقد حظي العمل بنسبة مشاهدة مرتفعة نتيجة تقاطع أحداثه مع العنصرية الأميركية، خاصة أنه صدر خلال أسابيع قليلة من مقتل جورج فلويد، وما تلاه من احتجاجات تابعة لحركة “حياة السود مهمة” (Black Lives Matter).

يوم واحد.. حياة كاملة

“ليس نادرا، وأحيانا معظم الأوقات” (Never Rarely Sometimes Always) فيلم أميركي بريطاني من إخراج إليزا هيتمان، لم يكلف سوى 5 ملايين دولار، ومع ذلك نجح صناعه في تقديم قصة درامية ملهمة.
تتبع الأحداث فتاة حبلى في 17 من عمرها، تعيش في بلدة صغيرة تضع قيودا على عمليات الإجهاض؛ مما يدفعها إلى الذهاب سرا إلى نيويورك برفقة إحدى قريباتها من أجل التخلص من الحمل. عبر رحلة شديدة الحميمية تتيح لنا فرصة للتلصص على الصعوبات التي تتعرض لها البطلة بداية من إهمال الأهل، مرورا بالتعصب الطبي المحلي، ووصولا إلى الإرهاب العاطفي والمادي.
لكن رغم ما تمر به البطلة من معاناة؛ إلا أن العمل لم يقدم باعتباره قصة تراجيدية أو يأت متخما بالدروس المستفادة، وإنما سعى صناعه لتسليط الضوء على الارتباك العاطفي، والخوف الذي يسيطر على المراهقين، وهو ما قدم بطريقة أقرب إلى الشاعرية.

اليوتوبيا ضد الدستوبيا

“باكوراو” (Bacurau) فيلم من إنتاج برازيلي فرنسي مشترك، أنتج في 2019؛ لكنه لم يعرض سينمائيا إلا في 2020، أحداثه تدور بالمستقبل، وتحديدا في بلدة برازيلية تخيلية ومنعزلة تحمل اسم “باكوراو”، وهي مكان أقرب للمدينة الفاضلة “يوتوبيا”، حيث يعيش الجميع على اختلاف أعراقهم في سلام وهدوء، ويتمتعون بحياة منظمة ومتماسكة.
وما إن تتوفى إحدى أكبر النساء في البلدة، حتى تندلع سلسلة من الأحداث غير العادية، مثل اختفاء البلدة من كافة الخرائط المطبوعة والإلكترونية، وظهور صحن طائر يطارد المسافرين، وغيرها من الأحداث التي تثير علامات التعجب. وهو ما يتبعه قطع إمدادات المياه عن المكان وبعض جرائم القتل، وأخيرا غزو مجموعة من المرتزقة للبلدة، وهنا تصبح المواجهة الدموية حتمية.
ربما تبدو قصة الفيلم عادية أو غير مميزة؛ إلا أن صناعها نجحوا من خلالها في تقديم دراما اجتماعية وسياسية، عكست وجه الاستعمار القبيح من زاوية غير تقليدية جمعت بين التفرد والأصالة والإثارة، حتى أن بعض النقاد وصفوا العمل بالتحفة السينمائية، وهو ما يؤكده فوزه بجائزة لجنة التحكيم مناصفة في دورة العام الماضي لمهرجان “كان”، وحصوله على تقييم جماهيري بلغ 7.5 درجات على موقع “آي إم دي بي” (IMDb) الفني.

قصة حب أم ملحمة ثورية؟

أما إذا كنتم من عشاق الأفلام الوثائقية، فلا تفوتوا فيلم “وقت” (Time) الذي أخرجته غاريت برادلي، واتفق عليه الجميع مشيدين بجمال الصورة وحرفيتها، والأهم قدرتها على تجسيد الألم وتجميد الوقت؛ مما يجعل من الصعب على المشاهد تمييز ما إذا كان أمام قصة رومانسية أم مفجعة.
فالعمل يستعرض أكثر من 20 عاما من حياة رائدة الأعمال والناشطة “سيبيل فوكس ريتشاردسون”، نشهد خلال ذلك محاولاتها المستميتة والدائمة لإطلاق سراح زوجها من سجن ولاية لويزيانا، حيث يقضي عقوبة بالسجن لمدة 60 عاما؛ بسبب جريمة ارتكباها سويا قبل سنوات عديدة.
تلك الحرب الشخصية والمعقدة التي تخوضها بصبر وأمل وشجاعة، متحدية نظام السجون الأميركية الصارم والمعقد وسياسات الحبس العنصري، بالتزامن مع تربيتها بمفردها لأطفالها الستة، وإدارة أعمالها، في ظل الغياب المؤلم لشريك حياتها وافتقادها إياه.

المصدر : الجزيرة

World Opinions | Débats De Société, Questions, Opinions et Tribunes.. La Voix Des Sans-Voix | Alternative Média

تصفح ايضا

“إشراقات”: أدونيس يراهن على الأصوات الشعرية الجديدة

يدهشنا أدونيس في رهانه على الشعر العربي الجديد، في وقت يتراجع حضور الشعر إلى أقصى درجات العزلة، فهذا الشاعر التسعيني الذي أسهم في إطلاق موجة الحداثة الشعرية العربية في ستينيات القرن المنصرم بما يشبه العاصفة ما زالت شهيته مفتوحة على المغامرة والاكتشاف، وذلك بإشرافه على سلسلة شعرية بعنوان "إشراقات"..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Solve : *
24 ⁄ 3 =