رغم كورونا.. هكذا يحتفل المسلمون برمضان في الغرب

يحظى شهر رمضان بمكانة كبيرة في نفوس المسلمين، ويظهر الاحتفاء به جليا في البلاد العربية، ويختلف الأمر في العديد من الدول غير الإسلامية، حيث يبحث المغترب عنه في غير موطنه، ويجتهد للحفاظ على هويته الدينية والثقافية، وممارسة شعائر ارتبطت بالشهر الكريم لتميزه عن باقي أشهر العام.

ومع انتشار وباء كورونا، وفرض إجراءات الحماية والسلامة سواء بحظر التجول أو الإغلاق؛ حاول المسلمون في الغرب التأقلم مع الوضع بوصفه واقعا مستمرا، مما ألقى بظلاله على عاداتهم وطقوسهم الرمضانية إلى حد كبير.

بدأت شيماء عمر -التي تعيش في جنوب أستراليا- حديثها للجزيرة نت قائلة “قبل شهر رمضان تم تنظيم نشاط كشافة (تخييم) لمدة 3 أيام في الغابة؛ طعام وشراب ومحاضرات ودروس علمية وعملية، وصحبة صالحة هادئة للأسرة كلها، حتى استمتع الأطفال بالأنشطة الكشفية التي تضمنت الاستعداد لرمضان”.

وتابعت “هناك فعاليات وأنشطة مختلفة تشرف عليها الجالية العربية المسلمة أو الجالية المصرية، وفعاليات أخرى منفردة خلال الشهر الكريم، على حسب النشاط، مثل الكشافة التي نشارك فيها وأنشطة المسجد المختلفة. وعلى سبيل المثال في الأسبوع الأول، كان هناك إفطار في مسجد الخليل، وآخر في جامعة أديليد، نفطر سويا ثم نصلي التراويح، وتعقبها فقرات تعارف وحكايات بين الناس للتقارب بينهم”.

وأعربت شيماء عن سعادتها ببث قناة متخصصة للمسلمين في أستراليا في رمضان الأذان وبعض الدروس الدينية، وهذا توجه من الدولة يساعد في حدوث الحراك العقائدي بشكل منظم وآمن.

أكياس الهدايا والحلوى في كندا

وتقول أماني علي من كندا “اختلف رمضان هذا العام بسبب فرض الحظر والإغلاق، فلا مجال للتجمعات لتناول الإفطار في عطلة نهاية الأسبوع، كما تعودنا من قبل كمغتربين في بلد غير مسلم”.

وتضيف أماني للجزيرة نت “لذا فكرنا في طريقة آمنة للاحتفال بالشهر الكريم ومحاولة إضفاء مشاعر البهجة على الأطفال، فقمنا بتجهيز أكياس هدايا صغيرة بداخلها حلوى وبسكويت وتمر وبالونات، وخرجنا لتوزيعها على بيوت المعارف والأصدقاء، حاملين لوحات كبيرة كُتب عليها (رمضان مبارك)”.

وحكت لنا طفلتها خديجة منتصر عن تجربة رمضان في مدرستها، فقد “حرصت المدرسة على تخصيص حجرة للأطفال الصائمين للجلوس فيها وعدم مشاهدة الآخرين وهم يأكلون، وفي أثناء حصة الألعاب يمكن استثناء من لا يستطيع المشاركة من التعب، أو المشاركة على قدر المستطاع”.

اللقاحات سهّلت الأمر

وتروي تاميران عادل تجربتها في أميركا قائلة “تختلف كل ولاية في عدد المسلمين والمساجد والمراكز الإسلامية فيها، فقد كنت أسكن في مدينة سكرامنتو بولاية كاليفورنيا، حيث أعداد المسلمين كبيرة، ولكن مؤخرا انتقلنا للعيش في ولاية كارولينا الشمالية حيث عدد المسلمين أقل وكذلك المساجد”.

وتابعت “رغم انتشار فيروس كورونا، حرصنا على تنظيم أنشطة للأطفال كأمهات في مجموعات تطبيق واتساب ودروس مبسطة لهم عبر زوم ليحضروها في رمضان”.

وحسب تاميران، فإن “المسجد الذي نذهب إليه يخصص إفطارا جماعيا في عطلات نهاية الأسبوع، حيث يعد فرصة أكبر للتعارف، فالجميع يتشارك على طاولة طعام واحدة من دون أن يعرف الآخر”، وأضافت “وأنا عن نفسي تعرفت على أصدقاء جدد عن طريق هذه التجمعات”.

وتقول دينا عبد الرحمن من ولاية تكساس بأميركا “يوجد بالقرب منا مركز إسلامي كبير، ونظرا لحصول عدد كبير من المواطنين على تطعيم كوفيد-19 خُصصت لهم قاعة للصلاة من دون الالتزام بمسافات اجتماعية، في حين تم تخصيص قاعة أخرى للذين لم يتلقوا اللقاح، وتتم فيها مراعاة قواعد التباعد الاجتماعي وارتداء أقنعة الوجه الطبية”.

وأضافت أن “المركز الإسلامي ينظم أيضا بشكل دوري إفطارا جماعيا لغير المتزوجين والأسر ذات الاحتياج، والسماح بأنشطة خارجية لتنظيم التجمعات في الطبيعة، إلى جانب استمرار الأنشطة الرمضانية عبر الإنترنت والدروس الدينية لمختلف الأعمار والفئات”.

حجز صلاة التراويح مسبقا

ومن بريطانيا تقول لمياء شرف “اختلف تعامل المسلمين مع رمضان في العام الماضي عن هذا العام بسبب قلة القيود والسماح بممارسة العبادة في المساجد والزيارات المنزلية لأسرة واحدة أو مجموعة من 6 أشخاص، مما ساعد على الشعور -ولو بنسبة قليلة- ببهجة الشهر الكريم؛ ففي مدينة برمنغهام التي أعيش فيها مع أسرتي توجد أكبر جالية إسلامية، ومن السهل أن يكون جارك مسلما فيشاركك طبق رمضان من بلده”.

وتكمل لمياء “حرصت كل جالية على ممارسة عاداتها الرمضانية؛ فأنا وصديقاتي نتفق على صلاة التراويح في المسجد بعد حجز مكان قبل ذلك عبر موقع إدارة المسجد على الإنترنت، كما نتبادل الزيارات لمشاركة وجبة الإفطار معا، وليشعر أبناؤنا بدفء العائلة المفقود في الغربة”.

وتابعت “هناك بعض الأنشطة الرمضانية للأطفال يتم تنظيمها (أونلاين) لزيادة معرفة الأطفال بفقه الصيام وبعض المعلومات الدينية البسيطة، وترتب بعض الأسر الالتقاء في الحدائق وقت الإفطار، مع مراعاة قوانين التباعد الاجتماعي قدر المستطاع”.

سارة جمال – الجزيرة نت

World Opinions | Débats De Société, Questions, Opinions et Tribunes.. La Voix Des Sans-Voix | Alternative Média

تصفح ايضا

مجلس الأمن يفجّر الخلافات الأميركية – الإسرائيلية.. كيف قرأت “إسرائيل” الامتناع عن استخدام الفيتو؟

في اليوم الـ172 للحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة واليوم الـ16 من رمضان، رحبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بقرار مجلس الأمن الدولي بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، وطالبت المجلس بالضغط على الاحتلال للالتزام بتطبيقه "ووقف حرب الإبادة والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Solve : *
2 × 11 =