انعطافة حادة؟.. هل النفط أهم من حقوق الإنسان؟.. بايدن يلتقي بن سلمان الشهر المقبل في السعودية

هل النفط أهم من حقوق الإنسان؟ سؤال يتردد بعد إعلان البيت الأبيض عزم الرئيس جو بايدن لقاء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في خطوة تثير جدلا بسبب الشكوك المحيطة بولي العهد السعودي في قضية مقتل جمال خاشقجي.

كشف البيت الأبيض الثلاثاء (14 يونيو/ حزيران 2022) تفاصيل جولة الرئيس الأمريكي جو بايدن في الشرق الأوسط التي سينتقل خلالها في رحلة تاريخية مباشرة من إسرائيل إلى السعودية حيث سيلتقي الأمير محمد بن سلمان في خطوة تثير جدلا بسبب الشكوك المحيطة بولي العهد السعودي في قضية مقتل الصحافي جمال خاشقجي.

وبعد أسابيع من التكهنات حول جولة بايدن في المنطقة، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي سيزور بين 13 و16 يوليو/ تموز إسرائيل والضفة الغربية والسعودية. وستكون هذه زيارته الأولى إلى الشرق الأوسط كرئيس. وسيلتقي القادة الإسرائيليين والسعوديين، ويشارك في قمة لمجلس التعاون الخليجي في السعودية.

ويسعى بايدن إلى إقناع السعوديين بزيادة إنتاجهم النفطي، من أجل وقف ارتفاع أسعار المحروقات والتضخم في بلاده التي تشهد انتخابات منتصف الولاية في تشرين الثاني/نوفمبر. وتعتبر هذه الانتخابات حساسة بالنسبة للحزب الديموقراطي الذي ينتمي إليه بايدن.

في السعودية التي سيزورها في 15 و16 يوليو/ تموز، سيلتقي جو بايدن بالملك سلمان وبولي العهد الذي سيبحث معه خصوصا مواضيع ذات صلة بمصادر الطاقة المتجددة والأمن السيبراني والأمن الغذائي والطاقة، وفقًا لبيان صادر عن السفارة السعودية في واشنطن. وأضاف البيان أن “الشراكة بين بلدينا هي أكثر أهمية من أي وقت مضى لتعزيز السلام والازدهار والاستقرار في العالم”.

لقاء مثير للجدل

وأيًا كانت النتيجة، سيشكّل لقاء بايدن مع الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للسعودية، تغييرا مثيرا للجدل في سياسته الدبلوماسية. فقد اعتبر بايدن خلال الحملة الانتخابية التي قادته الى الرئاسة في 2020، أن قتل الصحافي السعودي وتقطيع أطرافه في القنصلية السعودية في إسطنبول في 2018، جعل من السعودية “دولة منبوذة”.

وكان خاشقجي صحافيا معارضا يقيم في الولايات المتحدة وينشر مقالات في صحيفة “واشنطن بوست”. واعتبر تقرير لمكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي (اف بي آي) أن الأمير محمد بن سلمان هو من أمر بقتل خاشقجي.

وقال مسؤول أمريكي للإعلام الثلاثاء “نتوقع أن يلتقي الرئيس ولي العهد” خلال زيارته إلى المملكة، مضيفا أن “السياسة الأمريكية كانت تتطلب إعادة تقييم للعلاقات (…) لا قطيعة” بعد جريمة قتل خاشقجي. وأشار الى أن السعودية شريك استراتيجي للولايات المتحدة منذ ثمانية عقود ويقطنها قرابة ثمانين ألف أمريكي.

وذكر البيت الأبيض أن “أمن الطاقة” سيكون محورا رئيسيا في زيارة بايدن إلى السعودية، إلا أن مسؤولين أمريكيين أشاروا إلى أن للجولة أهدافا دبلوماسية أوسع. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار إن “الزيارة إلى الشرق الأوسط تشكّل ذروة أشهر عدة من الدبلوماسية”، ولا تمليها اعتبارات داخلية.

وسيلتقي بايدن عشرة مسؤولين خلال الجولة القصيرة لكن المكثفة، وستؤشر الزيارة، وفق مسؤول أمريكي كبير، إلى “عودة القيادة الأمريكية”.

من إسرائيل إلى السعودية مباشرة

وستبدأ الزيارة بلقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت. وزار بايدن إسرائيل للمرة الأولى قبل خمسين عاما تقريبا عندما كان عضوا في مجلس الشيوخ.

وسيتناول الحديث مع بينيت الدعم الأمريكي للجيش الإسرائيلي، لا سيما لنظام الدفاع الجوي المضاد للصواريخ، “القبة الحديدية”، على خلفية توترات يغذيها الفشل حتى الآن في إحياء الاتفاق حول الملف النووي الإيراني الذي أبرم بين طهران وست دول كبرى وانسحبت منه واشنطن خلال فترة رئاسة دونالد ترامب.

وقال المسؤول الأمريكي رافضا الكشف عن هويته “سيزور الرئيس في إسرائيل على الأرجح منطقة تستخدم فيها هذه الأنظمة ويتحدث عن آخر الاختراعات في بلدينا في مجال استخدام تقنيات الليزر المضادة للصواريخ وللأخطار الجوية الأخرى”. وشدد على أن بايدن “سيجدّد التزام إسرائيل الحازم بأمن إسرائيل”.

كذلك، سيلتقي بايدن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، على الأرجح في بيت لحم، وفق المصدر نفسه. وسيجدّد “التزامه الدائم بحل يقوم على دولتين” إسرائيلية وفلسطينية، وسيسعى الى إعادة الحرارة الى العلاقات مع السلطات الفلسطينية التي قطعت بشكل شبه كامل خلال ولاية ترامب.

وفي نهاية جولته، يتوجه بايدن إلى السعودية في محطة ستثير جدلا واسعا وستطبع التاريخ أيضا، إذ سينتقل في طائرة تقله مباشرة من إسرائيل الى جدة، وسيكون أول رئيس أمريكي يصل الى بلد عربي لا يقيم علاقات مع إسرائيل، منطلقا من الدولة العبرية. وكان سلفه استقل رحلة جوية انطلقت من السعودية نحو إسرائيل في العام 2017.

وسيشارك بايدن في السعودية في قمة لمجلس التعاون الخليجي يحضرها قادة البحرين وسلطنة عمان والكويت وقطر والإمارات والسعودية. وقد يشارك في الاجتماع قادة مصر والعراق والأردن، وفق المسؤول الأمريكي.

ووضع الرئيس الأمريكي ضمن أولوياته العمل على تمديد الهدنة المعمول بها في اليمن بين القوات الحكومية المدعومة من تحالف بقيادة السعودية والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، ولجم الطموحات النووية لإيران، خصم السعودية والعدو اللدود لإسرائيل، و”إعطاء دفع لحقوق الإنسان والعمل على تأمين الطاقة والغذاء العالميين”.

ويشمل برنامجه أيضا قمة افتراضية مع قادة مجموعة تضم إسرائيل والهند والإمارات والولايات المتحدة ستتناول “أزمة الأمن الغذائي وغيرها من مجالات التعاون عبر نصف الكرة الأرضية حيث تشكّل الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل مركزين مهمين للابتكار”، بحسب ما أفاد مسؤول أمريكي رفيع المستوى الصحافيين.

ميادين / خ.س/ص.ش / أ ف ب/ د ب أ / DW

World Opinions | Débats De Société, Questions, Opinions et Tribunes.. La Voix Des Sans-Voix | Alternative Média

تصفح ايضا

فرنسا: المجلس الدستوري يرفض أكثر من ثلث بنود مشروع قانون الهجرة

في تشديد رقابي واسع النطاق، طعن المجلس الدستوري اليوم الخميس، في أكثر من 30 بندا في مشروع قانون الهجرة، ما يمثل حوالي ثلث النصوص الـ86، التي اعتمدها البرلمان الشهر الماضي تحت ضغط من حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Solve : *
2 × 8 =