أعمال الراحلة والكاتبة نوال السعداوي.. المدافعة عن قضايا المرأة في العالم العربي

توفيت الطبيبة والكاتبة المصرية نوال السعداوي عن عمر ناهز 90 عاماً. وكانت حالتها الصحية قد تدهورت في الأيام القليلة الماضية بحسب ما صرحت ابنتها منى حلمي. وعُرفت الراحلة بدافعها المستميت عن قضايا المرأة في العالم العربي.

رحلت الكاتبة المصرية الدكتورة نوال السعداوي اليوم الأحد (21 مارس/ آذار 2021) عن الحياة، بعد صراع مرير مع المرض عن عمر يناهز الـ 90 عاماً، حيث تعرضت مؤخراً لأزمة صحية نُقلت على إثرها إلى أحد المستشفيات.

ولدت نوال السعداوي في 27 أكتوبر/ تشرين الأول 1931 بمحافظة القليوبية وتخرجت من كلية الطب في جامعة القاهرة. بدأت رحلتها مع الكتابة في مرحلة الشباب وأصدرت عشرات الكتب التي تُرجم بعضها للغات أجنبية، كما خضعت بعض مؤلفاتها للمنع من التداول.

وكتبت عنها صحيفة “اليوم السابع” المصرية أن اليوم أن “المرأة وقضاياها هي القضية الكبرى والهم الأكبر عند الكاتبة والروائية الكبيرة الدكتورة نوال السعداوي التى رحلت عن عالمنا منذ قليل، فهي صاحبة موقف وقضية، ولها باع طويل في مواجهة كل الأفكار التي تقلل من المرأة.”

وأضافت أن الأديبة الكبيرة كانت “أماً وقدوة للكثير من الكاتبات والسيدات اللواتى تمردن على وقعهن، وفى حياة نوال السعداوي العديد من الكتب والدراسات منحتها شهرتها الواسعة، وكان موضوع المرأة الشاغل الأكبر والقضية الأبرز فيها”.

وحصلت الراحلة على مجموعة من الجوائز العربية والدولية من بينها جائزة الشمال والجنوب من مجلس أوروبا، وجائزة إينانا الدولية من بلجيكا عام 2005، وفي عام 2012 فازت بجائزة شون ماكبرايد للسلام من المكتب الدولي للسلام في سويسرا.

أعمال الراحلة والكاتبة نوال السعداوي

وصفت السعداوي في كتابها “الوجه العاري للمرأة العربية” خضوعها للجراحة المؤلمة على أرضية الحمام بينما وقفت والدتها إلى جوارها.

وعلى مدار حياتها، ناضلت السعداوي ضد ختان الإناث، واصفة إياه بأنها أداة لقمع النساء.

وقد تم تجريم عادة ختان الإناث في مصر عام 2008، بينما أدانت السعداوي استمرار انتشارها.

وفقدت وظيفتها في وزارة الصحة المصرية عام 1972 بسبب كتابها “المرأة والجنس” الذي هاجمت فيه تشويه الأعضاء الجنسية للمرأة المعروف باسم الختان، وقمع النساء.

كما أُغلقت في عام 1973 مجلة الصحة التي أسستها قبل ذلك بسنوات. غير أنها لم تتوقف عن التعبير عن آرائها.

وفي عام 1975 نشرت رواية “امرأة عند نقطة الصفر” المستوحاة من قصة حقيقة لإمراة التقتها وكانت تواجه عقوبة الإعدام.

وعام 1977 نشرت روايتها “الوجه العاري للمرأة العربية” والتي وثقت خلالها تجاربها إذ كانت شاهدةً على جرائم اعتداء جنسي و”جرائم شرف” ودعارة خلال عملها كطبيبة في إحدى القرى.

وقد أثارت الرواية حالة من الغضب، واتهمها النقاد بتعزيز الصور النمطية للمرأة العربية.

ثم في سبتمبر/ أيلول 1981 أودعت السعداوي السجن ضمن حملة اعتقالات طالت معارضي الرئيس المصري آنذاك أنور السادات. وحينها كتبت مذكراتها باستخدام مناشف ورقية وقلم لرسم الحواجب هربته إليها عاملة جنس سجينة.

تقول الدكتورة أمين “فعلت أشياء لم يجرؤ أحد على القيام بها، لكنها كانت أموراً عادية بالنسبة لها”.

“لم تكن تفكر في كسر القواعد أو الضوابط، وإنما في أن تقول الحقيقة”.

وبعد اغتيال السادات أُطلق سراح السعداوي، لكن نشاطها خضع للرقابة وحُظرت كتبها.

وخلال السنوات التالية، تلقت تهديدات بالقتل من جانب أصوليين، كما رُفعت ضدها دعاوي قضائية، لتضطر في نهاية المطاف إلى العيش في منفى بالولايات المتحدة.

وهناك واصلت هجماتها ضد الدين والاستعمار و ما وصفته بالنفاق الغربي.

وشنت حملة ضد ارتداء الحجاب، لكنها هاجمت في الوقت نفسه استخدام مساحيق التجميل والملابس الكاشفة، مما أثار غضب زميلاتها من الناشطات النسويات.

وبجانب ما أثارته من غضب، نالت السعداوي اعترافاً عالمياً واسعا، وتُرجمت أعمالها إلى أكثر من 40 لغة.

تقول خديجة سيساي المؤلفة والناشرة البريطانية التي عملت وكيلة لها في لندن “أعي تماماً أن الناس لا يتفقون دوماً مع آرائها السياسية، لكن أكثر ما كان يلهمني بشأنها هو كتاباتها وما حققته وما مثله ذلك بالنسبة للنساء”.

وتضيف “إذا كنت امرأة أفريقية أو امرأة ملونة، ستتأثرين بأعمالها”.

ونالت السعداوي درجات شرفية عدة من جامعات مختلفة حول العالم. وفي عام 2020 أدرجتها مجلة التايمز الأمريكية ضمن قائمة أكثر 100 امرأة تأثيراً، وخصصت غلافها الخارجي لصورتها.

لكن شيئاً واحداً ظل بعيد المنال. “كان حلمها أو أملها الوحيد يتمثل في بعض الاعتراف داخل مصر”، كما تقول الدكتورة أمين.

“تقول إنها نالت التكريم في جميع أنحاء العالم، لكنها لم تتلق أي تكريم في بلدها”

عادت السعداوي إلى وطنها مصر عام 1996، ثم سرعان ما أثارت ضجة في البلاد.

وترشحت في الانتخابات الرئاسية عام 2004 ثم شاركت في الانتفاضة الشعبية ضد حكم الرئيس السابق حسني مبارك عام 2011.

أمضت السعداوي سنواتها الأخيرة في القاهرة إلى جانب ابنها وابنتها”. “لقد مرت بالكثير. وأثرت على أجيال” كما تقول الدكتورة أمين.

وتضيف “الشباب يبحثون عن مثل أعلى. وهي تمثل قدوة لهم”.

وتشيد خديجة سيساي بما كانت تظهره الكاتبة الراحلة من إصرار على الاستماع لقصص النساء الأخريات والتحدث إليها عن تجاربهن القاسية.

وتقول “لا أعرف الكثيرين -خاصة عندما يكونوا معروفين- ممن يتمتعون بهذا القدر من العطاء. إنها لم تكن تسعى للظهور بصورة بطلة، بل كانت تقول للمرأة: كوني البطلة بالنسبة لنفسك”.

فضاء الآراء / وكالات

World Opinions | Débats De Société, Questions, Opinions et Tribunes.. La Voix Des Sans-Voix | Alternative Média

تصفح ايضا

“إشراقات”: أدونيس يراهن على الأصوات الشعرية الجديدة

يدهشنا أدونيس في رهانه على الشعر العربي الجديد، في وقت يتراجع حضور الشعر إلى أقصى درجات العزلة، فهذا الشاعر التسعيني الذي أسهم في إطلاق موجة الحداثة الشعرية العربية في ستينيات القرن المنصرم بما يشبه العاصفة ما زالت شهيته مفتوحة على المغامرة والاكتشاف، وذلك بإشرافه على سلسلة شعرية بعنوان "إشراقات"..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Solve : *
25 − 8 =