خلال عام واحد.. لوكسمبورغ تضاعف قدرتها لاستيعاب المهاجرين في مراكز الاستقبال

في مواجهة تدفق وافدين جدد، أعلنت السلطات في لوكسمبورغ الأربعاء عن افتتاح مركز جديد مؤقت لاستقبال طالبي اللجوء، سواء كانوا من الأوكرانيين الفارين من الحرب في بلادهم أو من طالبي اللجوء المتقدمين للحصول على الحماية. ومع افتتاح هذا المركز الجديد تضاعف البلاد جهودها وقدرتها الاستيعابية خلال عام لتبلغ حوالي 7400 سرير.

منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، واجهت لوكسمبورغ تحديا مزدوجا تمثل بالترحيب باللاجئين الأوكرانيين من جهة بالإضافة إلى مواصلة استقبال طالبي اللجوء الفارين من الحروب في بلادهم والمتقدمين للحصول على الحماية الدولية.

استجابة لتزايد أعداد الوافدين، ضاعفت لوكسمبورغ من قدرتها لاستيعاب القادمين الجدد، سواء كانوا من الأوكرانيين الحاصلين على الحماية المؤقتة لمدة عام، والتي من المفترض ان تجدد لمدة عام آخر اعتبار من شهر آذار/مارس كما في باقي الدول الأوروبية، أو من طالبي الحماية الدولية. حيث بلغ عدد الأسرة التي تم حجزها لهؤلاء المهاجرين الجدد في مراكز الاستقبال حوالي 7400 سرير، وهو ما يمثل ثلاثة أضعاف العدد الذي كان مهيئاً في نهاية 2014.

حوالي 7200 طالب لجوء في عام 2022

بحسب السلطات وصل إلى لوكسمبوغ ما يقارب 7200 طالب لجوء في 2022، بينهم 5000 شخص فروا من أوكرانيا، أما الـ2200 الآخرين، هم طالبو لجوء متقدمون للحصول على الحماية الدولية، حاز السوريون على الحصة الأعلى منهم، تلاهم الإريتيريون ثم الأفغان.

وفي أواخر شهر آب /أغسطس 2022، وصلت مراكز الاستقبال اللاجئين إلى قدرتها الاستيعابية القصوى. لكن في شهر أيلول/سبتمبر العام الماضي، أعلن وزير الخارجية جان أسيلبورن وهو أيضا مسؤول عن ملف الهجرة، نية الحكومة “تعزير وزيادة القدرة الاستيعابية لاستقبال هؤلاء اللاجئين”.

هذه المراكز يديرها المركز الوطني لاستقبال اللاجئين في لوكسمبورغ “ONA”.

مع بداية العام الجديد، في 4 كانون الثاني /يناير، أعلنت السلطات في لوكسمبورغ عن افتتاح مركز إقامة مؤقت في كيرشبرغ وهي منطقة في شمال لوكسمبورغ، للاجئين الأوكرانيين وكذلك لطالبي اللجوء المتقدمين للحصول على الحماية الدولية.

السعة القصوى لهذا المبنى تصل إلى 120 سريرا وستتم إدارته من قبل الصليب الأحمر، سيضم مجموعات مختلطة من السكان، سواء كانوا من العائلات أو العازبين من الرجال والنساء. في هذا المبنى، سيتم تقاسم المرافق الصحية وغسيل الملابس وغرفة الأنشطة، أما في فيما يتعلق بالوجبات سيتمكن المتقدمون للحصول على الحماية الدولية من الطهي في الموقع. هذا الهيكل “المؤقت” سيكون تحت حراسة على مدى 24 ساعة طوال الأسبوع، بالنسبة لطالبي اللجوء سيبقى المتقدمون في هذا المبنى حتى دراسة طلباتهم وتلقيهم ردا عليها.

مراكز استقبال مرتقبة

وخلال الافتتاح، أعلن الوزير عن افتتاح مرتقب لمراكز إقامة أخرى في الربع الأول من عام 2023، ففي هوليريش Hollerich، سيحتوي مبنى الإقامة على 20 سريرا إضافيا، في حين أن مركز الاستقبال في بفافينثال Pfaffenthal سيفتح أبوابه بسعة أقصاها 39 سريراً. وكذلك مبنى آخر للإقامة أما في ديفرينج Differdange سيزيد من قدرته الاستيعابية إلى 23 سريرا بعد أعمال التجديد. وسيتم أيضاً افتتاح مركز كبير لاستقبال اللاجئين في كيرشبرغ Kirchberg، في كانون الثاني /يناير 2023 مع 156 سريرا إضافيا ، مما يزيد السعة القصوى للمبنى إلى حوالي 1167 سرير بحسب الوزير.

وفي حديثه لوسائل إعلام محلية قال وزير الخارجية جان أسيلبورن ” فيما يتعلق بعدد طلبات اللجوء، إننا تقترب من الأرقام القياسية لعام 2015″، وأضاف “أن إيواء اللاجئين هو التحدي الحقيقي”. كما شدد الوزير على أهمية دعم القصر غير المصحوبين بذويهم.

كما ستقوم السلطات بتحويل بعض الأماكن إلى مراكز استقبال للحالات الطارئة كما هو الحال في قاعة Luxexpo في كيرشبرغ والتي ستكون متاحة في بداية كانون الثاني /يناير حتى آخر شهر شباط بسعة 350 سرير.

انتقادات لظروف الاستقبال أحيانا

ومع ذلك، فقد تضاعفت الانتقادات المتعلقة بظروف الاستقبال في الأشهر الأخيرة، إذ ندد نيكولاس زاروف رئيس اتحاد أوكرانيا في لوكسمبورغ، وهو أوكراني مقيم منذ عدة سنوات، بالظروف المعيشية في مراكز الاستقبال، إذ قال “يُحتجز اللاجئون في المخيمات. وحتى لو كانوا أحرارا في التنقل، فإنهم يعانون من الكثير من القيود”.

وأضاف “على الرغم من كل الجهود المبذولة، فإن الوضع ليس رائعًا (…) بعد 10 أشهر من بدء الحرب، لا تزال هناك مشاكل نحاول حلها من حيث الإقامة أو علاج اللاجئين أو النظام الغذائي أو الصحة”.

خلال الشهرين الأولين من الأزمة الأوكرانية، تم إيواء ألف مواطن لدى أسر مضيفة في لوكسمبورغ. وطالب زاروف بتحسين ظروف الاستقبال، إذ قال “لماذا لا ننشئ هياكل استقبال صغيرة في البلديات الـ102 في لوكسمبورغ؟ ” وذلك خلال حديثه لصحيفة Le Quotidien.

لمواجهة هذه الانتقادات، وخلال حفل افتتاح مبنى مؤقت لاستقبال اللاجئين يوم الأربعاء، أطلق الوزير الخارجية نداء “دعا فيه البلديات إلى المشاركة في جهود التضامن”.

وتجدر الإشارة إلى أنه حتى لو كان تدفق الوافدين الجدد قد انخفض بشكل طفيف منذ بداية وباء جائحة كورونا، إلا أنه شهد منحنيا تصاعديا منذ صيف عام 2022.

ميادين – مهاجر نيوز

World Opinions | Débats De Société, Questions, Opinions et Tribunes.. La Voix Des Sans-Voix | Alternative Média

تصفح ايضا

صحة.. الدراسة على الورق أفضل أم على الشاشات الإلكترونية؟ دراسة رائدة تجيب

أظهرت دراسة رائدة، من المقرر أن تنشر نتائجها قريبا، أن الأطفال يتعلمون بشكل أفضل على الورق، وليس على الشاشات الإلكترونية، وفقا لصحيفة "الغارديان" البريطانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Solve : *
32 ⁄ 8 =