ردود فعل بين الترحيب والتنديد بعد انتخاب رئيسي رئيسا لإيران

أثار إعلان فوز رجل الدين المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي في الانتخابات الرئاسية الايرانية ردود فعل متباينة، إذ أملت روسيا ان يكون مؤشرا الى استقرار إقليمي أكبر، بينما انتقده أطراف آخرون، كواشنطن وإسرائيل، بأشد العبارات.

تفاعلت واشنطن بلهجة انتقادية مع انتخاب إبراهيم رئيسي رئيسا لإيران وأعربت عن أسفها لأنّ الايرانيين لم يتمكّنوا من المشاركة في “عملية انتخابية حرة ونزيهة” في الانتخابات الرئاسيّة التي شهدتها البلاد. وقال متحدّث باسم الخارجيّة الأميركيّة إنّ “الإيرانيّين حرموا من حقّهم في اختيار قادتهم في عمليّة انتخابيّة حرّة ونزيهة”. وأضاف أنّ الولايات المتحدة ستُواصل رغم ذلك المفاوضات غير المباشرة مع إيران للعودة إلى الاتّفاق النووي الذي أبرم عام 2015 وانسحب منه الرئيس السابق دونالد ترامب.

أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فعبر عن أمله في تعزيز العلاقات بين موسكو وطهران مع توجيهه رسالة تهنئة إلى نظيره الإيراني الجديد. وقال بوتين في برقية نقل الكرملين مضمونها “آمل أن يساهم عملكم في هذا المنصب الرفيع في تطوير مقبل للتعاون الثنائي البنّاء في حقول مختلفة وفي شراكتنا في الشؤون الدولية”. وذكّر أيضا بأن العلاقات بين البلدين كانت “تقليديا (علاقات) ود وحسن جوار”.

إسرائيل: رئيسي متطرف ملتزم بالطموحات النووية

من جانبه شن وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد هجوما حادا على الرئيس الإيراني الجديد ووصفه بأنه “متطرف” و”ملتزم بالطموحات النووية للنظام”. وكتب لابيد على حسابه على موقع تويتر “رئيس إيران الجديد، المعروف باسم جزار طهران، متطرف مسؤول عن مقتل آلاف الإيرانيين. وهو ملتزم بطموحات النظام النووية وحملته للإرهاب العالمي”. وأضاف أن انتخاب رئيسي “يجب أن يؤدي إلى تجديد التصميم على الوقف الفوري لبرنامج إيران النووي ووضع حد لطموحاتها الإقليمية المدمرة”.

كما ندّدت منظمة العفو الدولية بانتخاب رئيسي، مؤكدةً أنه يجب أن يخضع لتحقيق في قضايا “جرائم ضد الإنسانية” و”قمع عنيف” لحقوق الإنسان. واعتبرت المنظمة في بيان أن “واقع أن ابراهيم رئيسي وصل إلى الرئاسة بدلاً من إخضاعه للتحقيق في جرائم ضد الإنسانية وجرائم قتل وإخفاء قسري وتعذيب، هو تذكير قاتم بأن الإفلات من العقاب يسود في إيران”.

واتّهمت المنظمة أيضاً رئيسي بأنه “ترأس حملة قمع وحشية ضد حقوق الإنسان”، حين كان رئيساً للسلطة القضائية في السنتين الأخيرتين، مضيفة أن حملة القمع طالت “مئات المعارضين السلميين والمدافعين عن حقوق الإنسان وأفراد أقليات مضطهدة اعتُقلوا بشكل تعسفي”.

من جهتها، أشادت مجموعات إيرانية معارضة في المنفى السبت بما اعتبرته “مقاطعة” غالبية الناخبين في إيران الاقتراع الرئاسي الذي شهد نسبة مشاركة بلغت 48.8 بالمئة. وقالت زعيمة “المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية” مريم رجوي في بيان نشر موقع التنظيم نسخة منه بالعربية الجمعة إن “المقاطعة الشاملة” مثّلت “أكبر ضربة سياسية واجتماعية” للنظام الذي يقوده المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي. وأضاف “المجلس” أن رئيسي كان عضوا في لجنة مسؤولة عن سجن وإعدام آلاف المعارضين في أشهر قليلة في صيف عام 1988، وهي اتهامات أوردها أيضا عدد من المنظمات الحقوقية البارزة.

المهنئون: أردوغان، الأسد، حماس، الحوثيون..

على الجانب الآخر قدم الرئيس السوري بشار الاسد “أحر التهاني” لإبراهيم رئيسي في برقية تمنى له فيها “النجاح والتوفيق في مسؤولياتكم الجديدة… لما فيه خير وصالح الشعب الإيراني المقاوم والصامد في وجه كل المخططات والضغوطات”.

كما قدمت حركة حماس “خالص التهنئة والتبريك” للرئيس الإيراني الجديد، وأضافت في بيان أنها تتمنى له “السداد والنجاح… ومواصلة وتعزيز مواقف إيران المشرّفة في التضامن مع فلسطين وقضيتها العادلة، ودعم صمود الشعب الفلسطيني”.

وفي السياق نفسه، هنّأ الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان الرئيس الإيراني الجديد، آملاً في أن يصبّ انتخابه في مصلحة الشعب الإيراني. وأبدى أردوغان استعداده للعمل مع رئيسي من أجل “تعزيز التعاون بين بلدينا بشكل أكبر”.

كما هنأ المتمردون الحوثيون في اليمن رئيسي. وقال “رئيس المجلس السياسي الأعلى” التابع للحوثيين مهدي المشاط، إنّ “نجاح العملية الانتخابية في إيران يعدّ انتصاراً لمبادئ الثورة الإسلامية، وترسيخاً لخيار مواجهة المشروع الصهيو-أميركي”.

التهاني الحذرة لدول الخليج

أرسل قادة الكويت وسلطنة عمان وقطر والإمارات برقيات تهنئة لرئيسي، وفق ما أفادت وكالات أنباء تلك الدول. وتمثل دبي، المركز التجاري الإماراتي، بوابة تجارية لإيران، ولعبت عُمان دور الوساطة الإقليمية في كثير من الأحيان. وباتت السعودية والبحرين البلدين الوحيدين بالخليج اللذين لم يعقبا بعد على النتيجة.

وقال محللون إن دول الخليج العربية لن تتراجع على الأرجح عن الحوار لتحسين العلاقات مع إيران بعد فوز قاض من غلاة المحافظين بالرئاسة لكن محادثاتها مع طهران قد تصبح أكثر صعوبة. وقالوا إن آفاق تحسن العلاقات بين إيران الشيعية والأنظمة الملكية العربية السنية في الخليج قد تتوقف في نهاية المطاف على إحراز تقدم في إحياء اتفاق طهران النووي المبرم عام 2015 مع الدول الكبرى بعد فوز إبراهيم رئيسي في انتخابات الرئاسة التي جرت أمس الجمعة.

وبدأت السعودية وإيران، الخصمان الإقليميان منذ أمد بعيد، محادثات مباشرة في أبريل / نيسان لاحتواء التوتر في نفس الوقت الذي انخرطت فيه القوى العالمية في المفاوضات النووية. وقال عبد الخالق عبد الله المحلل السياسي الإماراتي “بعثت إيران الآن رسالة واضحة مفادها أنها تميل إلى موقف أكثر تطرفا وأكثر تحفظا”. وأضاف أن انتخاب رئيسي قد يجعل تحسين العلاقات مع دول الخليج تحديا أصعب. وتابع قائلا “لكن إيران ليست في وضع يمكنها من أن تصبح أكثر تطرفا… لأن المنطقة أصبحت صعبة للغاية وخطيرة للغاية”.

فضاء الآراء / أ.ف.ب / د.ب.أ

World Opinions | Débats De Société, Questions, Opinions et Tribunes.. La Voix Des Sans-Voix | Alternative Média

تصفح ايضا

مجلس الأمن يفجّر الخلافات الأميركية – الإسرائيلية.. كيف قرأت “إسرائيل” الامتناع عن استخدام الفيتو؟

في اليوم الـ172 للحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة واليوم الـ16 من رمضان، رحبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بقرار مجلس الأمن الدولي بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، وطالبت المجلس بالضغط على الاحتلال للالتزام بتطبيقه "ووقف حرب الإبادة والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Solve : *
26 + 3 =