على قارعة الطريق..
ألملمه.. أيلول..
فإذا به.. يلملمني..
حبّةً.. حبّة..
من تُرابٍ أحمرَ..
عتيقٍ.. عتيق..
صنعوا منه ذاتَ قَرنٍ مع حروفِ الأبجديّة جناحَي فينيق!
على قارعة الطريق..
ألملمه.. أيلول..
فإذا به.. يلملمني..
قطرةً.. قطرة..
من مطرٍ يصفّق..
فوق صفصافةٍ صيفيّة..
لمّا اكتملتْ أوراقُها الخضراء راحت تبكي في عُمق عَينَيّ!
على قارعة الطريق..
ألملمه.. أيلول..
فإذا به.. يلملمني..
وطناً خربشوا على سَنا مُحَيّاهُ..
بكلِّ غيمةٍ شَعثاءَ مارقةٍ..
فصار قمرَ الأحلام في دُهْمَةِ لَيالٍ..
تنزاحُ له ستائرُ السّما.. لِيَسّاقطَ آلاءَ مِن ياسمين!
على قارعة الطريق..
ألملمه.. أيلول..
فإذا به.. يلملمني..
أغنيةَ وجعٍ خريفيّة..
كُرمى لحُزنِها تعزفُ أغصانُ الشّجر على ريحٍ باردةِ الأوصال..
وتتوارى خَفَراً خلف خضرتها الأوراقُ..
فألملمُ اصفرارَها دموعَ شوقٍ لذكرياتٍ تَعصفُ بالبالِ.
د. نهلة غسّان طربيه – أكاديميّة سوريّة مقيمة في لندن