عقب وفاة المفكر السوري جودت سعيد، امتلأت منصات التواصل الاجتماعي بتغريدات تحيي إرث الداعية الإسلامي الملقب بـ “غاندي العرب” و”داعية اللاعنف” ما أثار الجدل حول مفهوم “لا عنف إسلامي”.
رحم الله شيخنا المفكر والمتنور جودت سعيد من أهم رواد ومعتنقي فلسفة اللاعنف في سوريا(بإمكانك أن تقتلني لكنك لن تحولني لقاتل) في بداية الثورة خرج وحده معتصما في ساحة الأمويين حاملا لافتة :لاللعنف ولالقتل المتظاهرين ونعم للثورة السلمية. pic.twitter.com/PpzE5Nj9nK
— Alise Mofrej (@Alise_Mofrej) January 30, 2022
ألقاب عديدة حصل عليها المفكر السوري والداعية الإسلامي جودت سعيد، لكن أبرزها “غاندي العرب” و “داعية اللاعنف” نظرا لإصراره على التمسك بالسلمية ونبذ العنف وحمل السلاح حتى في معارضته الحكومة السورية سواء قبل أو بعد اندلاع الانتفاضة ضد الرئيس بشار الأسد في عام 2011.
تلقيت بحزن نبأً وفاة #جودت_سعيد أحد روّاد مفكري العالم الاسلامي . أسأل الله له الرحمة وأعزّي عائلته ومحبيه وجميع العالم الاسلامي بوفاته . أعلى الله مقامه في الجنة وأسعد روحه الطاهرة .
— Ahmet Davutoğlu (@A_Davutoglu_ar) January 30, 2022
وأثارت وفاته التي أعلن عنها في تركيا أمس الأحد (30 كانون الثاني/ يناير 2022) زخما كبيرا على منصات التواصل الاجتماعي حيث نعى كثيرون جودت سعيد الذي توفي عن عمر ناهز الحادية والتسعين، وتسليط الضوء على فلسفته “السلمية” والقائمة على “اللاعنف”.
“داعية اللاعنف”
وُلد جودت سعيد في قرية بئر عجم في محافظة القنيطرة عام 1931 ثم غادر سوريا قاصدا مصر ليتلقى تعليمه في الأزهر، حيث درس العلوم الشرعية واللغة العربية. بعد استكمال دراسته في مصر، عاد سعيد الذي يتحدث أيضا اللغة الشركسية في مرحلة دقيقة في الحياة السياسية في البلاد مع بداية حقبة الرئيس السوري السابق حافظ الأسد.
رحم الله الاستاذ جودت سعيد، صاحب مدرسة اللاعنف، والداعي ل "مذهب ابن آدم الأول"، اختار طريق "حتى يغيروا ما بأنفسهم"، وتمسك ب "الحوار سبيل التعايش"، وتمنى ان تدفع "رياح التغيير" الانسان الى ان يكون عدلاً، اعلن كل هذا بمنهجية وتأصيل، توفي غريباً في اسطنبول، لأن الديكتاتور هو العنف pic.twitter.com/vV1dnFi1Ew
— Mohammad Younis (@MohammadYounis1) January 31, 2022
وانتهج سعيد مسار اللاعنف ومنهج الاعتدال ونبذ العنف، إذ تأثر كثيرا بالشاعر والفيلسوف محمد إقبال الملقب بـ “مفكر باكستان” والمفكر الإسلامي الجزائري مالك بن نبي. تعرض للاعتقال في سوريا خلال فترة الستينات بسبب مواقفه من النظام السوري في حينه، فيما برز الطابع السلمي لمعارضته إذ رفض سعيد الذي ينحدر من الأقلية الشركسية، العنف.
يوم حزين للانسانية ولسوريا
— Mazen.Darwish -مازن درويش (@mazenadarwish3) January 30, 2022
برحيل المعلم #جودت_سعيد نفتقد واحدا من أهم المفكرين الاسلاميين في عصرنا مؤسس اللاعنف في الإسلام والذي كانت بصمته حاضرة في كل مراحل عملي
أدين له والفكره بالكثير وفخور اني تشرفت بالعمل مع نخبة من تلاميذه
الرحمة والسلام لروحه ولاحبائه الصبر و السلوان. pic.twitter.com/Gid7JAImwr
أبرز كلماته “لا توجد قوة على وجه الأرض تستطيع تغيير قناعات وأفكار أحد باستخدام الضغط والقوة، وأن القرآن يوصينا بعدم استخدام الإكراه في الإقناع..الضغط يولد ردود فعل قوية”.
المفكر السوري جودت سعيد في ذمة الله، غاندي العرب يرحل بعدما قضى حياته في تأسيس مذهب اللاعنف والسلم في العالم العربي والإسلامي.
— محمد طيفوري taifouri (@taifouriMohamed) January 30, 2022
شخصيا، شكلت كتب الراحل منعطفا في مساري حياتي… أرقد بسلام أيها السلامي. pic.twitter.com/E4xhDTkmw4
وعلى مدار حياته الطويلة، ترك جودت سعيد أثرا أدبيا وفكريا، إذ قام بتأليف العديد من المؤلفات أبرزها “حتى يغيروا ما بأنفسهم” و “فقدان التوازن الاجتماعي” وكتاب “مذهب ابن آدم الأول” الذي نُشر أواخر ستينات القرن الماضي والذي ذاع صيته حيث كان سعيد يرد على توجه بعض التيارات الإسلامية نحو العنف السياسي.
وفي كتاباته ومؤلفاته، حدد جودت سعيد ملامح مفهوم “اللاعنف الإسلامي” وقد برز ذلك في مواقفه عقب اندلاع الانتفاضة السورية.
مقاتلون من جبهة النصرة الفرع السوري من القاعدة والتي أطلقت على نفسها جبهة تحرير الشام.
قال سعيد “إذا نجحت الثورة السورية بالسلاح، سنظل محكومين بالسلاح …وكل من أخذ بالسيف بالسيف يهلك”.
سلمية “الثورة السورية”
مع اندلاع الاحتجاجات ضد الرئيس السوري بشار الأسد عام 2011 ، طالب جودت سعيد المتظاهرين بالتمسك بسلمية احتجاجاتهم، إذ شدد على ضرورة نبذ العنف. وقد أدى القمع الذي استخدمه النظام السوري إلى تعالي الدعوات لاستخدام العنف، إلا أن سعيد أصر على الالتزام بالنضال السلمي، لكنه اضطر إلى النزوح إلى تركيا مع استهداف الحكومة السورية للمدنيين.
وقد بدى إصراره في الحفاظ على سلمية الثورة السورية واضحا ليس فقط في لقاءاته أو حتى مشاركته في الاشكال الاحتجاجية وإنما أيضا في المقابلات الصحفية التي أجريت معه باعتباره مفكرا إسلاميا ذائع الصيت.
ففي مقابلة تليفزيونية، قال سعيد “إذا نجحت الثورة السورية بالسلاح، سنظل محكومين بالسلاح …وكل من أخذ بالسيف بالسيف يهلك والديمقراطية لا تحل في بلد إلا إذا قال جيمع الفرقاء لن نلجأ إلى العنف”.
وعقب إعلان وفاته، امتلأت منصات التواصل الاجتماعي بتغريدات من شخصيات سورية معارضة تنعي جودت سعيد بالإضافة إلى شخصيات من العالم العربي والإسلامي.
وسلطت رموز في المعارضة السورية الضوء على التزام جودت سعيد بالسلمية حتى في مشاركته في الاحتجاجات ضد الحكومة، إذ ذكرت أليس مفرج المعارضة والناشطة السورية أن سعيد كان يحمل لافتة كُتب عليها “لاللعنف ولا لقتل المتظاهرين ونعم للثورة السلمية”.
لكن اللافت في التغريدات غير الرسمية التي نشرها سوريون عاديون ممن يعارضون الحكومة السورية أنها جاءت لإبراز ما كان يدعو إليه جودت سعيد من نبذ العنف ودعوته القائمة على “لاعنف إسلامي”.
وأشاد كثير من النشطاء بمنهج جودت سعيد الداعي إلى التغيير عبر السلمية باعتباره أحد رواد مدرسة “اللاعنف” ما يجعله يُلقب بـ “غاندي العرب” بجدارة، حيث ذهب البعض إلى القول إن تأثير سعيد كان ملحوظا حتى على النطاق الشخصي.
ولم تتوقف التغريدات التي أشادت بالمنهج السلمي الذي دعا إليه المفكر الإسلامي جودت سعيد على الأطياف السورية المعارضة سواء الرسمية أو غير الرسمية، بل امتدت أيضا إلى رواد التواصل الاجتماعي من الدول العربية.
فقد غرد كثيرون من دول عربية بالإشادة بما تركه سعيد من إرث ومؤلفات نبذت العنف ودعت إلى السلمية حتى في الرغبة في تغيير الحكم والأنظمة السياسية.
ويعتقد مراقبون أن وفاة جودت سعيد قد تخلق فجوة وسطية في سوريا خاصة في ظل حالة الانقسام والتباين بين مناطق خاضعة للحكومة ومناطق خاضعة لسيطرة الأكراد في شمال شرق البلاد ومناطق خاضعة لفصائل متشددة مثل “هيئة تحرير الشام” التي كانت تُعرف في السابق بجبهة النصرة التي تسيطر على منطقة إدلب في شمال غربي سوريا.
رحم الله الشيخ #جودت_سعيد، كان يقول:
— AbdulHadi Heriba (@heriba500) January 31, 2022
"لا إكراه في الدين..قد تبين الرشد من الغي"
"قد تبين الرشد من الغي" هو خبر للمبتدأ "لا إكراه في الدين"
فالحرية هي الرشد، والإكراه هو الغي والظلم.
والإكراه، لا يجعل الرجل مؤمنًا ولو قال كلمات الإيمان،
ولا يجعله كافرا ولو قال كلمات الكفر. https://t.co/YFGxvggIkA
وسلطت رموز في المعارضة السورية الضوء على التزام جودت سعيد بالسلمية حتى في مشاركته في الاحتجاجات ضد الحكومة، إذ ذكرت أليس مفرج المعارضة والناشطة السورية أن سعيد كان يحمل لافتة كُتب عليها “لاللعنف ولا لقتل المتظاهرين ونعم للثورة السلمية”.
لكن اللافت في التغريدات غير الرسمية التي نشرها سوريون عاديون ممن يعارضون الحكومة السورية أنها جاءت لإبراز ما كان يدعو إليه جودت سعيد من نبذ العنف ودعوته القائمة على “لاعنف إسلامي”.
وأشاد كثير من النشطاء بمنهج جودت سعيد الداعي إلى التغيير عبر السلمية باعتباره أحد رواد مدرسة “اللاعنف” ما يجعله يُلقب بـ “غاندي العرب” بجدارة، حيث ذهب البعض إلى القول إن تأثير سعيد كانملحوظا حتى على النطاق الشخصي.
آلاف #السوريين يشيعون المفكر الإسلامي #جودت_سعيد في #إسطنبول
— Orient أورينت (@OrientNews) January 31, 2022
تقرير: إبراهيم الإسماعيل#أورينت pic.twitter.com/qEubP5VyeA
ولم تتوقف التغريدات التي أشادت بالمنهج السلمي الذي دعا إليه المفكر الإسلامي جودت سعيد على الأطياف السورية المعارضة سواء الرسمية أو غير الرسمية، بل امتدت أيضا إلى رواد التواصل الاجتماعي من الدول العربية.
فقد غرد كثيرون من دول عربية بالإشادة بما تركه سعيد من إرث ومؤلفات نبذت العنف ودعت إلى السلمية حتى في الرغبة في تغيير الحكم والأنظمة السياسية.
#وكالة_سنا | صور من تشييع الراحل المفكر السوري #جودت_سعيد في مهجره في مدينة #إسطنبول التركية. pic.twitter.com/ouA3iuRaZM
— الوكالة السورية للأنباء – سنا (@syrianewsag) January 31, 2022
ويعتقد مراقبون أن وفاة جودت سعيد قد تخلق فجوة وسطية في سوريا خاصة في ظل حالة الانقسام والتباين بين مناطق خاضعة للحكومة ومناطق خاضعة لسيطرة الأكراد في شمال شرق البلاد ومناطق خاضعة لفصائل متشددة مثل “هيئة تحرير الشام” التي كانت تُعرف في السابق بجبهة النصرة التي تسيطر على منطقة إدلب في شمال غربي سوريا.
ميادين + DW عربية