أعلنت الرئاسة التونسية أن الرئيس قيس سعيد كلف نجلاء بودن رمضان بتشكيل حكومة جديدة، “في أقرب الآجال”. يأتي ذلك بعد أكثر من شهرين من إعلان التدابير الاستثنائية. وستكون رمضان أول سيدة تتولى رئاسة الحكومة في تونس.
عملا بأحكام الأمر الرئاسي عـدد 117 لسنة 2021 المتعلق بتدابير استثنائية وخاصة على الفصل 16 منه، كلّف رئيس الجمهورية #قيس_سعيد السيدة نجلاء بودن حرم رمضان بتشكيل حكومة، على أن يتم ذلك في أقرب الآجال. #TnPR pic.twitter.com/R2c5azSqhT
— Tunisian Presidency – الرئاسة التونسية (@TnPresidency) September 29, 2021
قالت الرئاسة التونسية في بيان على مواقع التواصل الاجتماعي اليوم الأربعاء (29 سبتمبر/أيلول 2021) إن الرئيس قيس سعيد كلف نجلاء بودن حرم رمضان رئيسة للوزراء.
وقالت الرئاسة في بيان “عملا بأحكام الأمر الرئاسي عدد 117 لسنة 2021 المؤرخ في 22 سبتمبر 2021 المتعلق بتدابير استثنائية وخاصة على الفصل 16 منه، كلّف رئيس الجمهورية قيس سعيّد، اليوم الأربعاء 29 سبتمبر 2021، السيدة نجلاء بودن حرم رمضان بتشكيل حكومة، على أن يتم ذلك في أقرب الآجال”.
#تونس … الرئيس #قيس_سعيد يكلف أول امرأة في تاريخ البلاد بتشكيل الحكومة pic.twitter.com/C5ru85Fh4h
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) September 29, 2021
وفي حال نجحت في تشكيل الحكومة، ستصبح أول امرأة تتولى رئاسة الوزراء في تاريخ تونس.
وولدت نجلاء رمضان في عام 1958 في محافظة القيروان، وهي أستاذة علوم الجيولوجيا في المدرسة الوطنية للمهندسين بتونس.
وكانت تشغل قبل تكليفها مهمة تنفيذ برامج البنك الدولي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي. وتولت قبل ذلك مناصب عدة في مجال التخطيط والإدارة ضمن الوزارة.
“شرف للمرأة”
في مقطع فيديو نُشر على الإنترنت، قال سعيد إن اختيار نجلاء رمضان شرف للمرأة التونسية وطلب منها اقتراح حكومة في الساعات أو الأيام المقبلة “لأننا أهدرنا الكثير من الوقت”.
وأشار إلى أنه على الحكومة الجديدة الاستجابة لمطالب وكرامة التونسيين في كافة المجالات، بما في ذلك الصحة والنقل والتعليم.
وأكد سعيد على الطبيعة “التاريخية” لاختيار نجلاء رمضان، واصفا الأمر بأنه “شرف لتونس وشرف للمرأة التونسية”.
وقال إن المهمة الرئيسية للحكومة الجديدة ستكون “وضع حد للفساد والفوضى التي انتشرت في العديد من مؤسسات الدولة”.
استاذ القانون .. يكتب التاريخ #قيس_سعيّد يكلف #نجلاء_بودن برئاسة الوزراء و بذلك تصبح أول رئيسة وزراء عربية. pic.twitter.com/5f2HssHQzk
— عبدالله محمد الملا (@aalmulla14) September 29, 2021
وحظيت التجربة الديمقراطية في تونس، منذ إطاحة الرئيس السابق زين العابدين بن علي في عام 2011، بثناء دولي، لكن الكثير من التونسيين لم يشهدوا إلا تحسنًا طفيفًا في حياتهم وأصيبوا بخيبة أمل بسبب إخفاقات العملية السياسية والفساد.
ضغوط اقتصادية
تواجه تونس أزمة مالية بعد سنوات من الركود الاقتصادي التي تفاقمت بسبب جائحة فيروس كورونا والصراع السياسي الداخلي.
وتتعرض السندات الحكومية لضغوط، ووصلت وتكلفة التأمين ضد التخلف عن السداد إلى مستوى قياسي.
وسيتعين على الحكومة الجديدة التحرك بسرعة كبيرة للحصول على الدعم المالي للميزانية وتسديد الديون بعد أن أدى انتزاع سعيد للسلطة في يوليو/ تموز إلى تعليق المحادثات مع صندوق النقد الدولي.
من هي نجلاء بودن التي كلفها #قيس_سعيد بتشكيل الحكومة التونسية الجديدة؟.. شاهد مع أحمد سمير@A_SAMIR_1 pic.twitter.com/6CCyILegw7
— قناة مكملين الفضائية (@mekameleentv) September 29, 2021
و سيكون دور رئيس الوزراء أقل أهمية مما كان عليه في الإدارات السابقة، بعد إعلان سعيد الأسبوع الماضي أن الحكومة ستكون مسؤولة أمام الرئيس وأنه يمكنه اختيار أو إقالة الوزراء.
وقالت معظم النخبة السياسية السابقة في تونس، بما في ذلك معظم الأحزاب في البرلمان المعلق، إنهم يعارضون انتزاع سعيد للسلطة.
وكان الاقتصاد التونسي يعاني من أزمة قبل تفشي جائحة كورونا، وكان تأثير الوباء على الاقتصاد الوطني وعلى الشركات الصغيرة المحلية كبيراً جداً.
فقد ارتفعت نسبة البطالة إلى نحو 18 في المئة، وفقاً للإحصاءات الرسمية، كما قفزت بطالة الشباب إلى أكثر من 36 في المئة بنهاية عام 2020.
وتضرر قطاع السياحة، أحد أهم القطاعات الاقتصادية في تونس، بشدة بسبب جائحة كورونا. كما تأثر قطاع التصنيع، ونتيجة لذلك انكمش الاقتصاد في عام 2020 بنسبة 9 في المئة.
فضاء الآراء – وكالات