مع انحسار المياه في بحيرة “وان” جراء تأثرها بالجفاف، بدأت تكونات الميكروبياليت الصخرية -المعروفة بين الناس باسم “مداخن الجنيات الغارقة”- بالظهور على ضفاف البحيرة الواقعة في ولاية بيتليس شرق تركيا.
وتعد بحيرة “وان” أكبر بحيرة في تركيا، ويطلق عليها السكان المحليون اسم بحر “وان” نظرا لاتساعها.
وأدت زيادة معدلات التبخر بسبب ارتفاع درجة الحرارة وقلة هطول الأمطار، إلى انخفاض منسوب المياه في البحيرة.
ووفقا لبيانات الإدارة العامة للمياه في الولاية، ظهرت الميكروبياليت وبعض التكوينات الصخرية الأخرى التي تشكلت عبر آلاف السنين، على ضفاف أرجيش وأدرميت وغواش المطلة على بحيرة وان، مع انخفاض منسوب المياه في البحيرة لأدنى مستوى له منذ 20 عاما.
ويتوجّه عشاق الطبيعة وهواة التصوير الفوتوغرافي إلى المنطقة لمشاهدة وتصوير مداخن الجنيات التي ظهرت فوق سطح المياه، بعد أن كانوا يتمكنون من رؤيتها تحت المياه فقط قبل ذلك.
انحسار مياه بحيرة “وان”
وقام الدكتور مصطفى آقوش عضو هيئة التدريس بكلية الأحياء المائية بجامعة يوزونجو ييل، بدراسة المناطق التي ظهرت فيها “مداخن الجنيات”، مبينا أن خليج أرجيش بالبحيرة هو أكثر الأماكن التي انحسرت فيها مياه البحيرة.
وأوضح آقوش -في حوار مع الأناضول- أن مقارنة صور الأقمار الصناعية للبحيرة مع الصور التي سجلت للمنطقة عام 2010، تظهر انحسار 7.64 كيلومترات مربعة من مساحة البحيرة.
وأشار إلى أن معدلات الأمطار خلال الشهر الماضي كانت أقل من المعدلات الطبيعية، معربا عن أمله في أن يكون تساقط الأمطار وهطول الثلوج خلال الأشهر الثلاثة المقبلة بمعدلات كافية لإعادة منسوب المياه في البحيرة إلى مستواه الطبيعي.
وذكر أن هناك العديد من الآثار والأبنية التاريخية التي ظهرت بعد انحسار المياه بسبب الجفاف، إضافة إلى ترسبات الميكروبياليت التي تكونت عبر آلاف السنين.
وأفاد آقوش بأن بحيرة “وان” تعد من أكبر بحيرات المياه القلوية في العالم، وتتمتع بجودة مياه عالية ساعدت على تكون ترسبات الميكروبياليت وغيرها من التكونات الصخرية على مرّ السنين، مشيرا إلى أن انحسار المياه أدى لظهورها في الأماكن القريبة من الشاطئ.
وأضاف أن تكون ترسبات الميكروبياليت بطول سنتيمتر واحد يستغرق ألف سنة، موضحا أن أطول ترسبات ميكروبياليت في العالم توجد في بحيرة “وان” ويبلغ طولها 40 مترا.
وتابع “أصبح بإمكاننا رؤية هذه الشعاب المرجانية الحية (الميكروبياليت) على البر، بعد أن كنا نراها تحت الماء فقط قبل ذلك”، ولفت إلى أنه يجب الترويج لمداخن الجنيات هذه لجذب الزوار.
الاحتباس الحراري
وقال مدير المنطقة 17 بالإدارة العامة للمياه آيهان شاهنا إن المنطقة تأثرت سلبا بالاحتباس الحراري العالمي، وأشار إلى أن هذا التأثير يظهر على بحيرة وان، إذ أدى إلى انخفاض منسوب المياه فيها حوالي 65 سنتيمترا خلال عامين.
وقال سادات قاراطاي أحد الزوار الذين جاؤوا إلى المنطقة لالتقاط الصور، إنه كان يعرف أن أكبر صخور الميكروبياليت موجودة في بحيرة وان.
وأضاف للأناضول أنه استغل فرصة ظهورها على البرّ مع انحسار المياه وجاء لتصويرها، مؤكدا أهمية المحافظة عليها.
المصدر : وكالة الأناضول