مؤخرة إمبراطور النهب أم تقدمية حرية الشعب الديمقراطية

الدول الذكية العظمى بقوانينها وميكانيزماتها الديمقراطية الحقيقية بمفهومها المدني الديمقراطي العلماني بفصل السلط وتقوم على مراقبة ومحاسبة الحاكم المسؤول المباشر عن إدارة الدولة، هي دولة تستثمر في الشعب وقوة الشعب، لأن الشعب هو أساس ومنبع كل شيء في الوطن..

ولهذا فهو مرجع وأساس كل السلطات في أي عملية ديمقراطية حقيقية، فتطور العلوم والابتكار هي تحصيل حاصل بعد توفير تعليم وبنية تحتية تعليمية متطورة لأبناء الشعب، وكل جيش ديمقراطي وطني شعبي قوي غايته حماية الحدود والتدخل في الكوارث الطبيعية لحماية حمى الشعب ووطن الشعب هو جيش يتكون من الشعب وعقيدة حب الوطن، وكل شرطة مدنية وطنية محترمة نظيفة تتكون من الشعب غايتها خدمة أمن واستقرار الشعب وتنظيم السير ومكافحة الجريمة..والفنان والكاتب والرياضي العالمي هو بذرة نشأت في حضن شعب متطور صنع وطنا يحيا فيه الطفل والمرأة والشاب كريما عزيزا يفخر بعلَمه وجنسيته على رقعة وطن على هذه المستديرة أمُنا الأرضِ.
لأن الأوطان الحرة والمستقلة والمتقدمة، تبنيها الشعوب القوية، أما الدول المتخلفة ذات الأنظمة الديكتاتورية فهي تستثمر في سعادة الديكتاتور وجنون عظمته وفي صناعة بؤس الشعب، تستثمر في نفخ مؤخرة الديكتاتور ونرجسيته، تستثمر في نفخ رفاهية الديكتاتور وعنجهيته، تستثمر في صناعة أشرطة السراب التي لا نهاية لها إلا في إنتاج البؤس والخوف والتخلف والفساد والعنف الاجتماعي وتلاشي حب الوطن الأم الذي يجمع الجميع وانعدام القيم الوطنية، وانتشار الافتراس بين الشعب والفئات والطبقات والأفراد واللوبيات فتراهم كأنهم أسماك في بحر لُجي يضطهد ويفترس أضخمهم أصغرهم، وذلك على منوال كبيرهم الذي علمهم سحر الافتراس والهمجية مع انعدام الحق والحقيقة والقانون والعدالة والقضاء النزيه والشريف، وبذلك يصبح العزيز منبوذا والخبيث النذل عربيدا يتبهى ويتطاول كالطاووس، فيخلقون الزوابع في فناجين يكدس فيها البشر كالقطيع، كلما ابتعدنا من ذلك المشهد أو حللناه من زاوية التاريخ العلمي ونظرنا إليه من زاوية الشعوب الحرة والدول العظمى، رأيناها مجرد زوابع ديكتاتور في إمبراطورية الفنجان تطبق عليه مؤخرة امبراطور الكارتون بطوق الشر والهمجية كطوق الشيطان.
وتلك هي العتمة والتخلف وجهنم للعقول والنفوس السوية وحلبة صراع وتنكيل وحقد دفين وخبيث على الأحرار من قبل صناع عبودية الرعب والخوف الثقيل أولائك لا يمكن وصفهم إلا بالهمج خفافيش الظلم والظلام الراكضون خلف مؤخرة الإمبراطور التي لا تصنع غير تلك الزوابع والخرائيات في وطن حولته كفنجان كل شيء حر فيه منبوذ..
فلا يستطيع المرء حتى التنفس والنطق بعبارات من قبيل:
لا أستطيع التنفس إني أختنق..
I can’t breath!!

محمد بوعلام عصامي – مدون وكاتب آراء حرة
Simo.boualam@gmail.com

World Opinions | Débats De Société, Questions, Opinions et Tribunes.. La Voix Des Sans-Voix | Alternative Média

تصفح ايضا

مظاهرات الجامعات الأميركية.. مراجعة وعِبَر

يتظاهر طلبة أميركا مطالبين بالحرية لفلسطين، ووقف ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من إبادة جماعية واستلاب للحقوق منذ 76 عامًا وتتوسع مظاهراتهم إلى أوروبا وغيرها، ولا تجد لها صدى في بلدان وجامعات المَوات العربي. فإلى أي مدى تفيد تلك المظاهرات في الزمان والمكان في نصرة فلسطين، وتغيير السياسات الإمبريالية الأميركية المنحازة للكيان الصهيوني انحيازًا تامًا؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Solve : *
23 − 21 =