مع مصادفة اليوم 14 نوفمبر/ تشرين الثاني لليوم العالمي لمرض السكري، حيث يتم التركيز على أبرز المواضيع المتعلقة بهذا المرض من أجل نشر التوعية. يحذو المرضى الأمل بتقنية جديدة قد تحد من خطر نقص افراز مادة الأنسولين في الجسم.
يحتفي العالم في 14 نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام باليوم العالمي لمرض السكري، حيث تم تحديد هذا التاريخ من قبل الاتحاد الدولي للسكري ومنظمة الصحة العالمية إحياءً لذكرى عيد ميلاد فردريك بانتنغ الذي شارك تشارلز بيست في اكتشاف مادة الأنسولين عام 1922، وهي المادة الضرورية لبقاء الكثيرين من مرضى السكريعلى قيد الحياة.
و في كل عام يتم التركيز في اليوم العالمي للسكري على مواضيع لها صلة بمرض السكري كعلاقة المرض بأسلوب الحياة العصرية، اوالسمنة، أوسوء التغذية.
ويبدو أن الدراسات العلمية قد توصلت إلى إمكانية لتقليل خطر نقص إفراز الأنسولين في الجسم، خاصة للمرضى المصابين بالسكري من النوع الأول، فبعد سنوات من التجارب، أظهرت عمليات زرع لما يُعرف بجزيرات البنكرياس، بات مسموحاً بها أخيراً من قبل السلطات الصحية في العالم، قدرة على “تغيير حياة” المرضى.
وتقوم هذه “التقنية” على إجراء عملية زرع في البنكرياس لما يُعرف بجزيرات لانغرهانس، وهي خلايا من البنكرياس مسؤولة عن فرز الإنسولين، إثر سحبها من شخص واهب غير مصاب بالسكري وفي حالة موت سريري.
وكان المركز الاستشفائي الإقليمي بمدينة ليل شمال فرنسا، في كانون الأول/ديسمبر 2021، أول مؤسسة فرنسية تجري عملية زرع من هذا النوع في إطار عملياتها الروتينية، قبل أن يحذو حذوها المستشفى في ستراسبورغ.
وتقر أستاذة علم السكري في مستشفى ستراسبورغ لورانس كيسلر، العضو في الجمعية الفرنكوفونية للسكري، بأن هذه التقنية الجديدة تشكل للمرضى “خطوة كبيرة إلى الأمام. ولنا نحن الأطباء، هذا تتويج بحث سريري عالي المستوى للغاية، ومتعدد الاختصاصات، هذا اعتراف قوي جداً”.
وتروي الطبيبة التي درست عام 1988 لنيل شهادة ماجستير بشأن جزيرات البنكرياس لدى الجرذان، أنه “على مستوى المسيرة العلمية، متابعة الدراسات لدى الحيوانات ثم عند البشر، قبل الانتقال إلى اعتماد (التجربة) كجزء من الرعاية الطبية الروتينية، أمر يثير الرضا بدرجة كبيرة”.
حصلت أولىالتجارب السريريةعلى هذا العلاج سنة 1999 في كندا، ثم في أوروبا، واستمرت لنحو عقدين. وعام 2020، في فرنسا، أعطت الهيئة الصحية العليا موافقتها على اعتماد هذه الممارسة مع بعض المرضى الذين يظهرون “عدم استقرار مزمنا”.
ويوصى بهذا العلاج سنوياً لبضع مئات من المرضى، بحسب لورنس كيسلر، أي نسبة تكاد لا تُذكر من أصل 370 ألف مريض سكّري من النوع الأول بحسب الاتحاد الفرنسي لمرضى السكري.
وتشدد أختصاصية السكري على أن “هذا العدد محدود، لكنه أساسي لأنه يرتبط بمرضى لا يجدون أي بديل علاجي آخر”، و”نحن لا نزال في البداية: إذ يمكن وصف هذا العلاج لمرضى آخرين فشل معهم العلاج، في حالات أمراض البنكرياس أو التليف الكيسي” على سبيل المثال.
ميادين / ع.أ.ج / أ ف ب / DW عربية