يأمل الكثير من العرب الذين منعوا من السفر إلى الولايات المتحدة الأميركية الوصول إلى “أرض الأحلام” بعد أن اختارهم برنامج الهجرة الحكومي “يانصيب التأشيرة الخضراء”، المعروف بالغرين كارد، بعد أن منعوا من ذلك بسبب قرار الحظر الذي فرضته إدارة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، على مواطني 13 دولة.
ووفقا لشبكة “سي إن إن” فإن اليمنية، بلقيس دعيس، كانت حازت مع زوجها على تلك “الجائزة” في العام 2017، ولكن لم تستطع أن تسافر لأن تأشيرة زوجها لم تصدر، رغم ما تكبدوه من عناء السفر وصرف الأموال لإجراء المقابلة في السفارة الأميركية في ماليزيا.
وكانت الداعيس واحدة من خمسين ألف جرى اختيارهم من أصل تقدم 12.4 مليون متقدم بطلب للحصول تأشيرة برنامج التنوع العرقي، أو الغرين كارد.
وقد جرى إنشاء برنامج تأشيرة التنوع كجزء من قانون الهجرة لعام 1990 من أجل تعزيز الهجرة من البلدان التي بها عدد أقل من الأفراد القادمين إلى الولايات المتحدة.
وقال عابد أيوب، مدير السياسات في اللجنة الأمريكية العربية لمكافحة التمييز، لشبكة سي إن إن “أن ذلك البرنامج يوفر فرصة للأفراد الراغبين بالقدوم إلى أميركا وليس لديهم سبل لتحقيق ذلك”.
من حلم وردي إلى كابوس
ونوهت بلقيس إلى أن الطريق إلى حياة جديدة في الولايات المتحدة لمتلقي تأشيرة التنوع قد بدا لأمثالها مغلقا، وتابعت “بعد أن تحطمت أحلامنا بالسفر إلى الولايات المتحدة ، تغير كل شيء تمامًا.. وأبسط طريقة لوصف حياتي حاليًا هي أنها كابوس”.
كانت بلقيس قد باعت أثاث منزلها ومجوهراتها واقترضت مع زوجها مبلغا كبيرا من المال لكي تسافر إلى ماليزيا لعدم وجود سفارة أميركية في بلادها حاليا.
وأشارت إلى أنها سافرت آلاف الأميال لإجراء مقابلة للحصول على التأشيرات، موضحة أنه وبعد وقت قصير تلقت رسالة بريد إلكتروني من السفارة تخبرها أن تأشيرتها جاهزة للإصدار، بينما لا تزال تأشيرة زوجها قيد المعالجة.
ونوهت إلى أنها واجهت سلسلة من المصاعب والعقبات قبل أن تحصل على التأشيرة، ولكن كان موعد صلاحيتها قد انتهى، وتعيش حاليا في إسطنبول مع ابنتها سدرة البالغة من العمر ثلاث سنوات، بينما دخل زوجها إلى أوروبا سيرا على الأقدام منذ عام ونصف بحثا عن فرصة عمل ولكنه علق في مخيم للاجئين في صربيا.
وختمت بالقول: “زوجي ليس معي. لقد دمرت نفسيًا. وأنا ضائعة حقًا ولا أعرف ماذا أفعل أو ماذا سيحدث لي في المستقبل”.
أما النسبة للشاب السوري أحمد (اسم مستعار) فقد تمكن من إجراء مقابلة في السفارة الأميركية في الأردن بعدما استدان مبالغ كبيرة للوصول إلى هناك ودفع تكاليف إقامته خلال فترة إجراء المقابلة.
وقال: “رغم علمي بقرار الحظر الذي فرضته إدارة ترامب على سفر السوريين، غير أنني تمسكت بفرصتي حتى لو كانت نسبة نجاحها 1 في المئة”.
وأضاف: “يجب أن أخرج من هذا البلد الذي دمرني حرفيًا عندما كنت شابًا طموحًا وأمل في حياة أفضل ، فسأغتنمها”، مردفا: “أخبرني أحد الموظفين القنصليين أنني لن أحصل على تأشيرة رغم أني كنت أحد المؤهلين لبرنامج الهجرة، وقال لي إنه لا يمكنني الحصول على إعفاء واستثناء من قرار حظر السفر”.
عودة الأمل
والآن ، بعد أربع سنوات ، وبعد فك الرئيس الأميركي جو بايدن للحظر المفروض، يأمل أحمد وبلقيس وغيرهم من الحاصلين على “تأشيرة التنوع” أن تتاح لهم مرة أخرى فرصة إعادة التوطين في أميركا.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، الخميس، إن “متلقي تأشيرة التنوع الذين يحملون تأشيرات سارية وغير منتهية الصلاحية قد يكون الآن بإمكانهم للدخول الفوري إلى الولايات المتحدة لأنهم مشمولون باستثناء شامل للمصلحة الوطنية”.
ومع ذلك، بموجب القانون الحالي، فإن معظم أولئك الذين لم يتمكنوا من الحصول على تأشيرات قبل انقضاء المهلة الخاصة بهم أو الذين لديهم تأشيرات منتهية الصلاحية ، سيتعين عليهم البدء من جديد، في انتظار مراجعة وزارة الخارجية لطلبات المتأهلين الذين جرى رفضهم خلال ولاية الرئيس السابق.
المصدر: موقع الحرة