مع تدهور الأوضاع في أفغانستان، دعت مفوضة الشؤون الداخلية في الاتحاد الأوروبي الأربعاء الدول الأوروبية إلى تسريع عمليات استضافة الأفغان المعرضين لـ”تهديد وشيك”، لاسيما النساء. إلا أن استقبال هؤلاء الفارين من حكم طالبان أثار خلافات بين الدول الأوروبية.
دعت مفوضة الشؤون الداخلية في الاتحاد الأوروبي إيلفا جوهانسون أمس الأربعاء، الدول الأعضاء إلى “تسريع عملياتها” لاستقبال لاجئين على أراضيها، وزيادة عدد الأفغان الذين يمكن استقبالهم.
وحذرت في ختام اجتماع عبر الفيديو لوزراء الداخلية الأوروبيين، من تعرض هؤلاء الأشخاص إلى خطر آخر يهدد حياتهم في حال قرروا الهرب إلى أوروبا خلسة، وقالت “علينا مساعدتهم قبل ذلك”. وخصّت بالذكر المعرضين للتهديد مثل الصحافيين والأفغان الذين عملوا من أجل احترام “الحقوق الأساسية”، إضافة إلى الوضع الهش للنساء والفتيات.
ومن أجل التصدي للهجرة غير الشرعية، شددت جوهانسون على ضرورة “إتاحة سبل قانونية إضافية (…) وتوفير قنوات قانونية وآمنة ومنظمة” لجلب الأفغان إلى أوروبا.
خلافات في المواقف الأوروبية
التطورات في أفغانستان والصور المريعة التي أظهرت هروب الآلاف من السكان، أثارت خلافات بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وداخل البيت السياسي لكل دولة.
المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عبرت الثلاثاء عن انفتاحها على استقبال “منظم” للاجئين الأفغان “المعرضين للخطر” الذين يفرون من نظام طالبان، فيما دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى “استباق” وصول الأفغان واتخاذ تدابير “للحماية من تدفقات الهجرة غير الشرعية”.
أما النمسا، فدعت الاتحاد الأوروبي الأربعاء إلى إقامة “مراكز احتجاز” في الدول المجاورة لأفغانستان، يوضع فيها الأفغان المرحلين من أوروبا. وترى اليونان أنه من الممكن ترحيل الأفغان المرفوضة طلبات لجوئهم إلى تركيا، وقال وزير الهجرة اليوناني في لقاء متلفز “نعتبر تركيا دولة آمنة للمواطنين الأفغان”.
وأشار نوتيس ميتاراتشي إلى أن بلاده تستقبل 40 ألف أفغاني، مشددا على ألا تصبح اليونان “نقطة دخول” جديدة للمهاجرين غير القانونيين، بعدما كانت كذلك خلال موجة الهجرة عام 2015. ولفت الوزير إلى أن اليونان سبق أن قدمت مساهمة “أساسية” في استقبال اللاجئين، معتبرا أن دولا أخرى “إلى الشرق من اليونان” يجب أن تساعد في إدارة موجة هجرة محتملة نتيجة سيطرة طالبان على الحكم في كابول.
وأضاف “إذا قرر الاتحاد الأوروبي في وقت من الأوقات نقل بعض المجموعات (الضعيفة) بشكل قانوني وضمن برنامج منسق أكثر، فسنقيّم الوضع”.
ودعا الحزب الديمقراطي الإيطالي (يسار)، إلى إقامة ممرات إنسانية من كابول إلى إيطاليا. فيما شدد حزب الرابطة اليميني على أن “الأزمة في أفغانستان يجب ألا تستخدم لإحداث ارتباك جماعي وهجرة سرية، هذا وضع خطير قد يعيد فتح طريق البلقان، ويجب التعامل معه على المستوى الأوروبي”.
فضاء الآراء – مهاجر نيوز