منعت السلطات الإيرانية مرة أخرى النساء والفتيات من دخول الملاعب الرياضية.
لعب منتخب إيران لكرة القدم مع منتخب لبنان مباراة تأهيلية لـ”كأس العالم فيفا قطر 2022″ في مدينة مشهد الأسبوع الماضي. لكن السلطات منعت عشرات النساء اللاتي قيل إنهن اشترين تذاكر، من دخول الاستاد.
بالإضافة إلى ذلك، أشارت مقاطع فيديو متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي إلى احتمال تعرض بعض النساء خارج الملعب للهجوم برذاذ الفلفل.
النساء الإيرانيات أطلقن حملات ضد حظر الحكومة دخولهن للملاعب منذ أكثر من 15 عاما. في 2019، وتحت ضغط النساء الإيرانيات، حدد “الاتحاد الدولي لكرة القدم” (فيفا)، الهيئة الإدارية لكرة القدم، أخيرا موعدا نهائيا للسلطات الإيرانية حتى تسمح للنساء بدخول الملاعب. بعد شهر واحد، سمحت الحكومة الإيرانية لعدد محدود من النساء بحضور مباراة تأهيلية لكأس العالم على ملعب آزادي. منذ ذلك الحين، استخدم المسؤولون الإيرانيون أساليب مختلفة لمنع النساء من مشاهدة المباريات في الملاعب.
ما هو العذر هذه المرة؟ أصدر “الاتحاد الإيراني لكرة القدم” بيانا زعم، دون دليل، أن تذاكر “وهمية” وُزِّعت على الجماهير.
مع ذلك، ساعد رفض السلطات الإيرانية لإلغاء حظر الملاعب في الواقع على توسّع القضية – ليس فقط في صفوف النساء، لكن أيضا بين الرياضيين والرجال الذين يعشقون الرياضة.
في 30 مارس/آذار، في اليوم التالي لمباراة إيران ولبنان، أطلقت “كارزار”، وهي منصة محلية إيرانية لتقديم عرائض إلكترونية، عريضة تطالب الرئيس إبراهيم رئيسي بالتحقيق في الحادث.
في مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي في 31 مارس/آذار، غنى مشجعون ذكور لكرة القدم في ملعب أصفهان معا، “لا فرق بين الرجال والنساء، كلنا نحب كرة القدم”. قال أمير حسين صادقي، لاعب كرة قدم إيراني سابق، في قصة على “إنستغرام” إنه لن يذهب إلى الملاعب حتى يُسمح للنساء بذلك أيضا. من بين الذين تحدثوا ضد الحظر هناك فوريا غفوري، الذي يلعب مع المنتخب الوطني لكرة القدم ويقود فريق مشهور للغاية في الدوري الإيراني لكرة القدم، وعلي دائي، لاعب كرة القدم الأسطوري الذي حضر قرعة نهائيات كأس العالم في الدوحة. كلاهما وصف الأحداث في مشهد بـ “المخزية”.
رغم القيود والمخاطر التي تهدد سلامتهن عندما يتحدثن ضد الحكومة، أصبحت النساء الإيرانيات أكثر ابتكارا وصراحة في المطالبة بحقوقهن.
على السلطات الإيرانية الكف عن المحاربة في هذه المعركة التمييزية والخاسرة وإلغاء هذا الحظر. على الفيفا دعم النساء الإيرانيات في المطالبة بحقوقهن وعدم السماح لأحد أعضائه بانتهاك قواعد الفيفا حول المساواة في الوصول إلى الملاعب والأحداث الرياضية للرجال والنساء.
ميادين – هيومن رايتس ووتش