غداة الإعلان عن اغتيال الشهيد المهدي بنبركة في 31 اكتوبر 1965 بالعاصمة الفرنسية باريس يومين على نشر خبر اختطافه من قبل الشرطة الفرنسية امام مقهى ليب، وتوجيه أصابع الاتهام الى النظام المغربي ورجله الثاني الجنرال محمد افقير، كانت الطغمة الحاكمة بالمغرب وعملاءها يروجون بان المهدي كان “يتاجر في المخدرات”، في محاولة خسيسة لبث الشكوك والاحباط وسط الاتحاد ومناضليه.
والنيل من قامة وطنية الهمت قادة كبار في كل القارات كان يجالسهم كقائد مثلهم، وفعلا بلع بعض البورصويون من الجناح النقابي داخل المركزية النقابية ا.م.ش الطعم وظلوا يرددون تلك السخافة في الاوساط العمالية والحزبية، قبل ان تنكشف خيوط المؤامرة لتخرس السنتهم، ونظرا لخطورة هذه الجريمة المتشابكة الاطراف تدخل الرئيس الفرنسي دغول شخصيا في محاولة لانقاد هبة الدولة الفرنسية التي مرغت في الوحل بسبب وقوع هذه الجريمة/ الفضيحة النكراء فوق التراب الفرنسي، وطالب بتسليم المتورطين من المغاربة بعد اختفاء العملاء الفرنسيين وتصفيتهم لاحقا لطمس معالم الجريمة، تلك القضية التي اعتبرها الرئيس قضيته، الا انها لازالت لاكثر من نصف قرن جارية امام المحاكم الفرنسية بدون الكشف عن الحقيقة التي تحتفظ بها وثائق الاستخبارات الفرنسية بضغط واضح من اللوبي الصهيوني وعملاءه.
بعدها بعقود روج مرة اخرى خدام الاستبداد وبقايا الاقطاع وعملاء الاستعمار ومعهم بعض المتياسرين وعلى نطاق واسع، لادعاءات مخزنية خبيثة تتهم المهدي على انه هو من كان وراء اغتيال الشهيد عباس المسعدي احد قادة جيش التحرير، من اجل فرض مزيد من التضليل وخلط الاوراق.
وهكذا في كل مرة تخرج رواية من هنا وهناك في محاولات غادرة للنيل من القائد الوطني التحرري والاممي، الذي واجهة الاستعمار القديم منه والجديد وكشف عن المشروع الصهيوني بالقارة السمراء، واضحض اكاديب واللاعيب الحركة الصهيونية التي ظللت العديد من القادة الافارقة اللذين انبهروا بالمشروع الصهيوني وراهنوا عليه لتحقيق التنمية في بلدانهم حديثة العهد بالاستقلال، وهذا ما اجمع ضده اجهزة الاستخبارات الامريكية والفرنسية والصهيونية والمغربية لتساهم في اسكات صوته، وتقدم مجتمعة خدمة جليلة للنظام المخزني وللمشروع الصهيوني الاستعماري.
واستمرارا على نهج بث الاضاليل، نشرت جريدة الغارديان البريطانية خلال الاسبوع الماضي، ما اسمته تقريرا حول حقيقة ووظيفة الزعيم الوطني المهدي بنبركة، الذي تزعم فيه بان صديق ورفيق ماو وتشي وهوشي منه وتيتو وعبد الناصر واخرون، لم يكن سوى مجرد “جاسوس” وعميل للمخابرات في أوربا الشرقية، هكذا وبلا وجل يصبح المهدي اداة من ادوات التجسس، كيف يكون وهو الذي كان يجالس هؤلاء القادة ويقدم لهم الافكار النيرة والتصورات الوجيهة خدمة لمصالح الشعوب من اجل التحرر والانعتاق وكرس حهده وعمل للقضايا العادلة وللنضال الوطني والاممي من اجل دحر كل اشكال الاستعمار والاستغلال وتحقيق التقدم والازهار لجميع الشعوب، ورغم هذه الحقائق المعروفة والموثقة بكل اشكال التعبير والابداع لابراز حجم ووقع تلك الجريمة النكراء وبشاعتها واثارها السلبية على حركة التحرر الوطني والعالمي، فان بعض الأقلام الماجورة يستهويها ترديد هذه الاسطوانات المشروخة خدمة لاسيادهم من الطغاة اعداء الحرية والديمقراطية خدام الفساد والاستبداد .
ومهما كانت الطعنات من الخلف وتوالت المؤامرات واحدة تلو الاخرى على مدى التاريخ، فانها ستنكسر حتما امام قوة وعدالة القضية وستظل جريمة اختطاف واغتيال عريس الشهداء، تقض مضجع الرجعية والاوليغاشية المالية وفلول الاقطاع، عملاء الإمبريالية والصهيونية العالمية !
يوسف بوستة