الحمى.. باحثون يكشفون لغز درجة الحرارة العالية!

الحمى هي أحد أعراض العديد من الأمراض. في حين تُعرف على أنها ارتفاع شديد في درجة حرارة الجسم، إلا أن كيفية حدوثها غير واضحة. مؤخراً تمكن فريق بحث سويدي من حل هذا اللغز المستمر منذ عقود.

في دراسة حديثة، أظهر باحثون من جامعة “لينشوبينغ” في السويد أن خلايا معينة في الحاجز الدموي الدماغي مسؤولة عن إثارة الحمى. وعرضت نتائج هذه الدراسة مؤخراً في المجلة العلمية الشهيرة “Proceedings of the National Academy of Sciences”، ونقلها الموقع الألماني الطبي (Heilpraxis).

حدد فريق الباحثين السويدين الخلايا في الأوعية الدموية للدماغ لدى الفئران والتي تعتبر ضرورية في رد فعل الحمى. وفق الباحثين، فإن الاكتشاف يجيب على السؤال الذي لم تتم الإجابة عليه منذ فترة طويلة حول كيفية تطور الحمى والأعضاء المصابة. ويقول البروفيسور، أندرس بلومكفيست، من جامعة “لينشوبينغ” السويدية: “يصاب الجميع بالحمى من حين لآخر”. ولكن فقط حين تكون الآليات التي تؤدي إلى الحمى مفهومة بشكل كافٍ، يمكن تطوير أساليب علاجية أفضل.

كما أوضح الباحثون المشاركون في الدراسة، على أن الحمى هي رد فعل من الجسم تجاه العدوى أو الالتهاب. إنها إحدى آليات الدفاع الطبيعية، على سبيل المثال ضد الفيروسات والبكتيريا. مع زيادة درجة حرارة الجسم ، يكون الجهاز المناعي قادرًا على محاربة مسببات الأمراض بسرعة أكبر. وعندما يكون هناك عدوى أو التهاب، يطلق الجسم جزيئات كيميائية معينة في مجرى الدم يسمى “السيتوكينات”. هذه الجزيئات أكبر من أن تعبر الحاجز الدموي الدماغي، لذلك لا يمكنها اختراق الدماغ. الحاجز الدموي الدماغي عبارة عن شبكة من الأوعية الدموية الدقيقة مهمتها حماية الدماغ من المواد الضارة.

فك لغز حير العلماء!

لكن لا يمكن أن تتطور الحمى إلا عندما يطلق الدماغ الإشارات المناسبة. لذلك ظل السؤال المحير لدى العلماء لحد الآن هو، كيف يدرك الدماغ أن الجسم يتأثر بعدوى أو التهاب؟

يتم تمرير المعلومات عند الحاجز الدموي الدماغي كما اكتشف الباحثون في الدراسة الحالية على الفئران، فإن المستقبلات الموجودة على السطح الخارجي للحاجز الدموي الدماغي هي المسؤولة عن التعرف على “السيتوكينات” ونقل الإشارة إلى الدماغ.

الخلايا البطانية المتخصصة، التي تقع داخل الأوعية الدموية في الحاجز الدموي الدماغي، هي المسؤولة عن هذا الانتقال.

تبدأ الخلايا في إنتاج جزء يشبه الهرمون يسمى “البروستاغلاندين E2 “، والذي بدوره ينشط المستقبلات في منطقة ما تحت المهاد. وهي منطقة توجد في الدماغ وتتضاعف مع ميزان ضبط حرارة الجسم أوما يعرف بـ “ثرموستات” الجسم.

تم حل لغز عمره عقود، كما يؤكد البروفيسور، أندرس بلومكفيست أن “نتائجنا تجيب على سؤال تم طرحه منذ عدة عقود”. وأضاف البروفيسورأنه لم يكن هناك دليل على أن الحمى يتم التحكم فيها فقط من خلال استجابة الدماغ.

وتمكن الباحثون الآن من تقديم هذا الدليل باستخدام الفئران التي تم تعديلها وراثياً بحيث لم تستطع إنتاج “البروستاغلاندين E2”.

عندما أصيبت هذه الفئران بالبكتيريا المسببة للعدوى، لم يعد الجسم قادرًا على إنتاج الحمى. و توصل فريق الباحثين إلى استنتاج مفاده أن الخلايا البطانية في الحاجز الدموي الدماغي مسؤولة عن تطور الحمى من خلال التعرف على “السيتوكينات” عبر المستقبلات وإنتاج مادة مرسال “البروستاغلاندين E2” استجابةً لذلك، مما يؤدي إلى تفاعل الحمى في منطقة ما تحت المهاد.

ميادين – DW عربية

World Opinions | Débats De Société, Questions, Opinions et Tribunes.. La Voix Des Sans-Voix | Alternative Média

تصفح ايضا

فلسطين.. طوفان الأقصى: بدء دخول شاحنات الإغاثة إلى قطاع غزة يوم الجمعة، والصحة العالمية تحذر من أن الوضع الصحي في القطاع “يُنذر بكارثة”.. فيديو

فيما تتواصل الاستعدادات لفتح معبر رفح بين مصر وإسرائيل لدخول المساعدات الإنسانية، ذكرت تقارير إعلامية مصرية أن ذلك سيتم الجمعة. ويأتي ذلك عقب اتفاق بين الرئيسين الأمريكي والمصري بهذا الشأن وبعد مناشدات دولية وأممية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Solve : *
3 × 1 =