بعد أكثر من أربعة أعوام على اعتقالهم، القضاء البريطاني يصدر أحكاماً بالسجن على ستة أشخاص متورطين في تهريب مهاجرين من شمال فرنسا إلى المملكة المتحدة، فيما لا يزال اثنان منهم فارين من العدالة.
أعلنت الوكالة الوطنية البريطانية لمكافحة الجريمة، أمس الأربعاء، أن أحكاماً بالسجن مجموعها 26 عاماً صدرت بحق ستة مهربي مهاجرين، وذلك إثر نقلهم مهاجرين إلى المملكة المتحدة في مؤخرة شاحنة مبردة عبر ميناء بورتسموث (جنوب).
Goran Jalal (left) is suspected of organising crossings, while Hemin Ali Salih (right) is wanted after being convicted of attempting to use Jalal’s network to smuggle a relative to Britain.
— National Crime Agency (NCA) (@NCA_UK) May 10, 2023
Officers are appealing for their whereabouts after the sentencing of fellow gang members. pic.twitter.com/NXjQNPK0yh
متهمان هاربان من العدالة
لكن زعيم العصابة الإجرامية المزعوم، والمدعو غوران جلال، لا يزال طليقا ومطلوبا من قبل الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة، كما هو الحال مع هيمن علي صالح، وهو عضو آخر في العصابة.
يبلغ جلال 37 عاما ويُشتبه في قيامه بتنظيم المعابر، بينما يُشتبه في هيمن علي صالح، والبالغ من العمر 37 عاما، بأنه استخدم عصابة غوران الإجرامية لتهريب أحد أقاربه الى بريطانيا.
وأصدر ضباط الوكالة تعميمات بشأن الإعلام عن مكان وجود الرجلين، عقب صدور الحكم يوم أمس.
وكان مفتاح التحقيق الذي أجرته الوكالة، هو سائق الشاحنة الروماني مارينيل دانوت باليدج، البالغ من العمر 31 عاما، والذي نفذ عمليات تهريب المهاجرين في شاحنته، مستخدما العبّارات التي تربط نورماندي (غرب فرنسا) بـ”بورتسموث”.
أما كامران قادر، البالغ من العمر 44 عاما، وبشتيوان غفور، البالغ من العمر 37 عاما، فقد عملا جنبا إلى جنب مع جلال وبالديج في تنظيم عمليات التهريب.
عملية أمنية معقدة
وألقي القبض على العصابة في عملية لوكالة مكافحة الجريمة في آذار/مارس 2019، عندما تبعهم ضباط المراقبة إلى عملية تسليم مهاجرين في منطقة صناعية في غرب “Sussex”.
حيث نُقل ما لا يقل عن ثلاثة مهاجرين في شاحنة المتهم بالديج على متن عبارة من “كان” في فرنسا، قبل أن يتم اصطحابهم في سيارات يقودها أعضاء آخرون من العصابة.
في إحدى السيارات كان قادر وجلال، وتم القبض على الرجلين من قبل ضباط وكالة في محطة خدمة أثناء تحركهم بعيدا عن المنطقة، بعد أن كانوا قد سلموا في وقت سابق اثنين من المهاجرين إلى أعضاء آخرين في العصابة.
هرب جلال في وقت لاحق، بعد أن أطلق سراحه بكفالة.
وأظهرت الأدلة الهاتفية أن غفور سافر أيضا إلى بورتسموث في الليلة نفسها، بينما تم العثور على بصمات أصابع غفور وقادر في أكياس ومغلفات نقدية عثر عليها ضباط الوكالة في شاحنة باليدج.
محكامة لأربعة أسابيع
بعد محاكمة استمرت أربعة أسابيع، أُدين باليدج وغفور بالتآمر لتسهيل الهجرة غير الشرعية، يوم الثلاثاء 14 آذار/مارس. وحُكم عليهما بالسجن تسع سنوات وخمس سنوات على التوالي في 13 نيسان/أبريل.
كجزء من المحاكمة نفسها، أدين جمال وليد سعيد، 38 عاما، ومريوان توفيق مصطفى، 33 عاما، وهيمن علي صالح بتسهيل الهجرة غير الشرعية، وصدرت عليهم أمس أحكام بالسجن لثلاث سنوات وسنتين ونصف وسنتين على التوالي.
إلا أن صالح قد لاذ بالفرار قبل بدء المحاكمة وأدين وحكم عليه غيابيا، وصدر أمر بالقبض عليه.
وكان قادر قد أقر بأنه مذنب في جلسة استماع سابقة وحُكم عليه بالسجن أربع سنوات ونصف في 20 نيسان/أبريل في نفس المحكمة.
وقال ريتشارد هاريسون، قائد فرع وكالة مكافحة الجريمة، إن “مهربي البشر يخاطرون بحياة الناس، وهذا هو السبب في أن استهدافهم يمثل أولوية بالنسبة للوكالة، ونحن نبذل كل ما في وسعنا لتعطيل وتفكيك الشبكات الإجرامية المتورطة”.
وأضاف” الرجال المدانون والمحكوم عليهم فضلوا الربح على حياة الناس. كانوا سعداء لوضع المهاجرين المستضعفين في ظهور الشاحنات ليقضوا فترات طويلة خلال عبور المانش. لذا فيسعدني أنهم الآن خلف القضبان”.
ميادين + مهاجر نيوز