بغض النظر عن التغييب العجيب للدولي الجزائري رياض محرز عن قائمة المرشحين لجائزة أفضل لاعب في افريقيا لسنة 2023، وإقصاء اتحاد الجزائر بطل كأس الكاف والكأس السوبر الافريقي من القائمة المصغرة لأفضل فريق، والذي أثار استياء الكثير من المتابعين للشأن الكروي الافريقي، شهد حفل توزيع جوائز الأفضل في أفريقيا تناقضات غريبة في الخيارات تؤكد غياب الشفافية والمعايير الفنية البحتة في الاختيار، على غرار غياب ياسين بونو صاحب جائزة أفضل حارس في افريقيا عن قائمة التشكيلة المثالية، وتتويج نيجيريا أحسن فريق نسوي على حساب بطل افريقيا منتخب جنوب افريقيا، وعدم توجيه دعوة لمدرب اتحاد الجزائر عبدالحق بن شيخة أحد المرشحين الثلاثة للفوز بجائزة أفضل مدرب، إضافة إلى غيابات نوعية عن حضور الحفل على غرار بونو ومحمد صلاح.
تتويج أوسيمين بجائزة أفضل لاعب افريقي خلط أوراق المشرفين على الحفل في غياب محمد صلاح الذي كشف لمقربين منه قبل أيام رفضه حضور الحفل لما تأكد أنه لن يتوج بالجائزة رغم موسمه السيئ مع ليفربول الذي أخفق فيه على كل الجبهات، وفشل في التأهل الى مسابقة دوري الأبطال، وخلط أوراق من كانوا يراهنون على تتويج النجم المغربي أشرف حكيمي بطل فرنسا مع البياسجي ورابع الترتيب العالمي مع منتخب بلاده في كأس العالم بقطر، حيث اكتفى المتوج فيكتور أوسيمين بلقب الدوري الايطالي مع نابولي بعد أن غاب عن مونديال قطر برفقة صلاح، مثلما غاب محرز الذي ظل اسمه يخيم على الحفل رغم إقصائه الذي استغربت له كبريات الصحف والمواقع العالمية المختصة، وهو الذي حقق ثلاثية تاريخية مع السيتي.
تتويج نيجيريا أحسن فريق نسوي على حساب بطل افريقيا منتخب جنوب افريقيا، وعدم توجيه دعوة لمدرب اتحاد الجزائر عبدالحق بن شيخة أحد المرشحين الثلاثة للفوز بجائزة أفضل مدرب، إضافة إلى غيابات نوعية عن حضور الحفل على غرار بونو ومحمد صلاح
تتويج الأهلي المصري بجائزة أفضل فريق للسنة أكد بالمقابل أن اتحاد الجزائر تعرض لظلم كبير، إذ لا يعقل أن ينال جائزة أفضل ناد فريق توج بدوري الأبطال فقط، ويغيب عن القائمة المصغرة من فاز عليه في الكأس السوبر، وفاز بكأس الكاف في ظرف ثلاثة أشهر على عملاق القارة الأفريقية. كان من المفروض تقدير مردوده ونتائجه وتشجيعه على الأقل بالتواجد في القائمة المصغرة، خاصة أن مدربه عبدالحق بن شيخة كان مرشحا في قائمة أفضل مدرب بفضل التتويجين مع الفريق الجزائري، وهو الأمر الذي أثار موجة استغراب في الأوساط الكروية في الجزائر، التي تساءلت عن معايير الاختيار.
عدم توجيه دعوة لحضور الحفل للمدرب الجزائري عبدالحق بن شيخة المرشح للمنافسة على لقب أفضل مدرب، كان نقطة سوداء أخرى تحسب على المنظمين للحفل، رغم أن وليد الركراكي كان المرشح الأول الذي يستحق الجائزة بدون منازع برفقة منتخب بلاده الذي حقق نتيجة تاريخية ببلوغه نصف نهائي كأس العالم في قطر، حيث صرح عبدالحق بن شيخة لوسائل إعلام جزائرية أنه لم يتلق دعوة الحضور، وحتى لو تلقاها لم يكن ليحضر تضامنا مع فريقه الذي توج معه بلقبين قاريين، وبدون رياض محرز الذي كان يستحق التواجد ضمن القائمة المصغرة على الأقل حسب تقديره، وتقدير الكثير من الفنيين والمتابعين للشأن الكروي الافريقي.
أما ياسين بونو الذي كان من قبل مرشحا في القائمة الموسعة للمنافسة على لقب أفضل لاعب برفقة محرز، فقد كان تتويجه بجائزة أفضل حارس مستحقا، وهو الذي قاد فريقه اشبيلية للفوز بلقب الدوري الأوروبي، وقاد منتخب بلاده لبلوغ نصف نهائي كأس العالم، لكن غيابه عن التشكيلة المثالية للسنة كان لغزا محيرا، إذ تم اختيار الكاميروني أندريه أونانا ضمن القائمة في تناقض صارخ يصعب استيعابه، مثلما يصعب تفهم تواجد ساديو ماني ضمن التشكيلة وهو الذي قضى نصف موسمه يعالج من الاصابة، ولعب أسوأ موسم له مع البايرن قبل أن ينتقل إلى النصر في النصف الثاني من السنة، إضافة إلى تواجد الغاني توماس بارتي ضمن قائمة أفضل تشكيلة، ولم يلعب مع أرسنال سوى 250 دقيقة منذ انطلاق هذا الموسم، ولم يكن أساسيا الموسم الماضي.
جوائز الكاف لهذه السنة كانت الأكثر تناقضا واثارة للجدل في تاريخ الكرة الافريقية، فقدت نزاهتها ومصداقيتها، وكانت مخرجاتها مثيرة للسخرية في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، تقتضي اعادة النظر في المعايير، وتخليصها من هيمنة السياسيين والإداريين والمعلنين، واعادتها الى حضن الفنيين والإعلاميين والجماهير كما هي عليه في كل قارات العالم.
حفيظ دراجي – إعلامي جزائري / القدس العربي