أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن فرض حزمة أولى من العقوبات على روسيا ردا على اعترافها باستقلال منطقتين انفصاليتين شرقي أوكرانيا.
وقال بايدن إن فرض العقوبات جاء بتنسيق مع حلفاء وأصدقاء أمريكا في العالم، مشددا على أن ما قامت به روسيا يعد “انتهاكا خطيرا” للقانون الدولي ويستلزم ردا قويا من جانب المجتمع الدولي.
كما حذر من أن هذه الخطوة من جانب روسيا تمثل بداية “غزو عسكري” لجارتها أوكرانيا.
وأكد الرئيس الأمريكي على أن العقوبات ستشمل مصرفين روسيين ومسؤولين بارزين روس، بالإضافة إلى فرض إجراءات لقطع أجزاء من الاقتصاد الروسي عن النظام المالي العالمي.
وفرضت دول غربية أخرى عقوبات تستهدف مصالح روسية.
فقد علّق المستشار الألماني أولاف شولتز عملية التصديق على خط الغاز “نورد ستريم 2”.
وقال بايدن إنه سيعمل مع ألمانيا لضمان عدم المضي قدما في مشروع “نورد ستريم 2” الذي يهدف إلى نقل الغاز الروسي إلى ألمانيا ومنها إلى أوروبا.
وأضاف بايدن بأنه سيرسل المزيد من القوات الأمريكية إلى دول البلطيق، المنضوية في عضوية الناتو.
وتوقع بايدن في خطابه أن تشن روسيا هجوماً واسع النطاق داخل أوكرانيا في ظل وجود مئات الآلاف من الجنود والقطع البحرية والدبابات وصواريخ كروز.
وأعلن الاتحاد الأوروبي عن عقوبات ضد أفراد وكيانات في روسيا.
وتشمل عقوبات الأوروبية أعضاء في البرلمان الروسي صوتوا لصالح الاعتراف بدولتين مستقلتين في دونيتسك ولوهانسك.
كما تستهدف العقوبات بنوكا في روسيا، بالإضافة إلى قدرة موسكو على الوصول إلى الأسواق المالية التابعة للاتحاد الأوروبي.
وكان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون قد فرض عقوبات على خمسة بنوك وثلاثة من أثرياء روسيا، وذلك بعد أن أمرت موسكو باجتياح شرقي أوكرانيا.
وقال جونسون إن التحركات الروسية ترقى إلى عملية “اجتياح جديد” لأوكرانيا، في إشارة إلى اجتياح سابق عام 2014، والذي ضمّت فيه روسيا شبه جزيرة القرم.
وقال رئيس الوزراء لأعضاء في البرلمان إن بريطانيا يجب أن “تتأهب للتصدي لأزمة قد تطول”.
وهدد جونسون بعقوبات إضافية إذا شهد الموقف مزيدا من التصعيد.
وأصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الاثنين أوامره إلى القوات بدخول منطقتَي دونيتسك ولوهانسك، إثر الاعتراف باستقلالهما.
وقال بوتين إن القوات سوف “تحفظ السلام” في المنطقتين – فيما وصفته الإدارة الأمريكية بالـ “هراء”.
وهددت أوكرانيا بأنها قد تقطع كافة العلاقات الدبلوماسية مع روسيا، مشتكية من أن اعتراف موسكو باستقلال المنطقتين الانفصاليتين يرقى إلى مستوى العدوان.
كما يتهم رئيس الوزراء البريطاني بوتين بإنكار “استقلال” أوكرانيا، و”اختلاق ذريعة لاجتياحٍ واسع النطاق”.
وفي بيانه لأعضاء البرلمان، قال جونسون إن بريطانيا ستستهدف البنوك الروسية: روسيا، وآي إس بنك، وجنرال بنك، وبرومسفياز بنك، وبلاك سي بنك.
أما المليارديرات الثلاثة فهم جينادي تيمشينكو، وبوريس روتنبرغ، وإيغور روتنبرغ.
ورحب جونسون بقرار ألمانيا الخاص بخط أنابيب الغاز “نورد ستريم 2”.
وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية إن جونسون أخبر الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي، أمس الاثنين، باعتقاده أن غزوا روسيًا يعدّ أمرا محتملا خلال الساعات، أو الأيام المقبلة.
وأضاف أن جونسون أوضح، خلال محادثة هاتفية، أن لندن “تبحث إرسال المزيد من الأسلحة الدفاعية لأوكرانيا” في حال طلبت ذلك، علاوة على نوعية العقوبات المطلوب فرضها على روسيا.
وأكد المتحدث أن “الزعيمين اتفقا، على أن الغرب يجب أن يدعم أوكرانيا، في حال وقع غزو روسي، لكنه يجب أن يواصل مساعيه الدبلوماسية حتى آخر لحظة”.
وأضاف: “رئيس الوزراء أكد أنه بغضّ النظر عن قرارات بوتين، ستقف بريطانيا بحزم خلف استقلال أوكرانيا، ووحدة أراضيها”.
ووقّع بوتين مرسوما رئاسيا، الاثنين، يعترف باستقلال إقليمَي دونيتسك ولوهانيسك الانفصاليين شرقي أوكرانيا.
وتدعم روسيا انفصاليين في الإقليمين منذ عام 2014.
ونصّ مرسوم بوتين على أن القوات الروسية ستقوم بعمليات لحفظ الأمن في الإقليمين.
وظلت روسيا خلال الأسابيع القليلة الماضية تنفي نيّتها غزو الأراضي الأوكرانية، متهمّة الغرب باختلاق أزمة.
ميادين – وكالات