تصنع أنماط معقدة لا متناهية (fractal) متصاعدة روابط بين 2.2 مليون نوع حي مذهل على الأرض في أكثر شجرة حياة شمولا أنشئت على الإطلاق.
ويوضح يان وونغ، عالم الأحياء التطوري بجامعة أكسفورد: “إنه يسمح للناس بالعثور على الكائنات الحية المفضلة لديهم، سواء كانت حيوانات الخلد الذهبية أو السيكويا العملاقة، ومعرفة كيف يربطها التاريخ التطوري معا لإنشاء شجرة عملاقة لجميع أشكال الحياة على الأرض”.
ويتيح لنا موقع الويب التفاعلي المذهل OneZoom، استكشاف العلاقات بين جميع أشكال الحياة المعترف بها حاليا بواسطة العلم.
وقال جيمس روزينديل، الباحث في التنوع البيولوجي في إمبريال كوليدج لندن: “نأمل أن نقدم للناس طريقة جديدة تماما لتقدير التاريخ التطوري واتساع الحياة على الأرض بكل جمالها. يمكن أن تشعر مليوني نوع بأنها عدد أكبر من أن تتخيله، ولا يمكن لأي متحف أو حديقة حيوانات استيعابها جميعا! لكن أداتنا يمكن أن تساعد في تمثيل جميع أنواع الكائنات على الأرض”.
وبالتكبير من “شجرة” المجموعات التصنيفية الأوسع وصولا إلى أصغر الأنماط الفوضوية، فإن كل “ورقة” على الشجرة تمثل نوعا. وتحتوي الورقة على الأسماء العلمية والشائعة للأنواع (يمكن الوصول إليها بلغات متعددة)، والنقر فوق الاسم يعرض قائمة بالخيارات للحصول على مزيد من المعلومات.
وتتضمن الشجرة أيضا صورا للملك العام لأكثر من 85000 نوعا، والتي يشجع المبدعون الناس على الاستفادة منها.
وسجّل المشروع كمؤسسة خيرية غير ربحية وشاهده بالفعل ما يقرب من 1.5 مليون مستخدم فريد. وهي تعتمد على الأشخاص الذين يتبنون الأنواع للمساعدة في تمويلها. وحتى الآن، هناك 800 شخص من الرعاة، ما يسمح لهم بتضمين اسم أو رسالة على الورقة تمثل الأنواع.
ويتم أيضا ترميز الأوراق باللون الأخضر إلى الأحمر لتوضيح مدى تعرض كل نوع للانقراض. ولكن العديد من الأوراق تظل رمادية اللون، ما يشير إلى مدى اتساع افتقارنا للمعرفة.
وقال وونغ: “إنه لأمر غير عادي حجم الأبحاث التي لا يزال يتعين القيام بها”.
وأضاف روزينديل: “عملنا بجد لجعل الشجرة سهلة الاستكشاف للجميع، ونأمل أيضا أن نرسل رسالة قوية مفادها أن الكثير من تنوعنا البيولوجي مهدد”.
ورتب الباحثون الأنواع وفقا لعلاقاتها الجينية مع بعضها البعض (علم السلالات) بدلا من التصنيف التقليدي، لذلك فهو يعكس بشكل أفضل التاريخ التطوري.
ويحتوي هذا الإنشاء الهائل لجمال البيانات الضخمة أيضا على ميزات ممتعة مثل مؤشر شعبية الأنواع.
وقال وونغ: “ربما ليس من المستغرب أن يأتي البشر في المقدمة، لكنهم استبدلوا الأماكن عدة مرات بالثاني الأكثر شعبية: الذئب الرمادي – النوع الذي يشمل جميع الكلاب الأليفة”. وأكثر النباتات شعبية هو القنب، ثم يتبعه الملفوف.
وكتب الباحثون في ورقتهم البحثية، أن “مؤشر الشعبية لديه القدرة على إعلام جهود الحفظ، خاصة عندما تكون هناك حاجة إلى أدلة على زيادة أو تقليل الاهتمام العام”.
واستغرق الأمر من وانغ وزملائه أكثر من 10 سنوات لتجميع جميع قواعد البيانات والعمل على كيفية عرضها بسهولة، ولكن لا يزال هناك الكثير للقيام به.
وكتب الفريق: “من خلال هذا العمل، نعتقد أننا أدركنا الرؤية الأصلية لعام 2012 لـ OneZoom، لإنشاء “Google Earth of Biology”: شجرة كاملة وجذابة لاستكشاف الحياة متاحة للجميع كمورد مجتمعي”.
ومن الممكن أن يساعد OneZoom العلماء في اكتشاف أنماط جديدة في الطبيعة وتثقيف الناس حول التطور والتنوع البيولوجي والحفظ.
ونُشر بحث الفريق في مجلة Methods in Ecology and Evolution.
المصدر: ساينس ألرت