قال مصدران مطلعان إن مالك الدويش اعتُقل هذا الشهر بعد سنوات من شنه حملة من أجل الإفراج عن والده، المُحتجز منذ عام 2016 بعد أن ألقى خطبة اعتُبرت منتقدة للعائلة المالكة في السعودية.
وقال الدويش في مقطع فيديو سجله قبل اعتقاله وشاهدته رويترز “حقيقة لا أعرف السر وراء القبض على والدي. لكن الغريب جدا أنه لم يحاكم حتى تتمكن المحكمة من نظر التهم الموجهة له”.
وأقارب الدويش من بين مئات السعوديين الذين يريدون من الرئيس الأمريكي جو بايدن أن يضغط من أجل إطلاق سراح أحبائهم، المسجونين في حملة على المعارضين، عندما يزور أهم حليف عربي لواشنطن هذا الأسبوع.
لكن بعض أقارب المعتقلين السعوديين قالوا لرويترز إنهم يخشون ألا تكون مسألة حقوق الإنسان في صدارة جدول أعماله عندما يلتقي بقادة سعوديين.
وفي مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست يوم التاسع من يوليو تموز، قال بايدن إن هدفه هو إعادة توجيه العلاقات مع السعودية وليس قطعها، مشيرا إلى أن مواردها من الطاقة ضرورية لتخفيف تأثير الغزو الروسي لأوكرانيا على إمدادات النفط. ومع ذلك، كتب بايدن أيضا أن الحريات الأساسية تكون دائما “على جدول الأعمال” عندما يسافر إلى الخارج.
ولم ترد الحكومة السعودية على طلب للتعليق على قضية الدويش أو ما إذا كانت حقوق الإنسان ستناقش مع المسؤولين الأمريكيين خلال زيارة بايدن.
ويقول مسؤولون سعوديون إنه ليس في المملكة سجناء سياسيون. كما ينفون وجود انتهاكات لحقوق الإنسان ويقولون إنهم لا يحاربون إلا التطرف والفساد ويعملون على حماية الأمن القومي للمملكة. ويدافعون عن مراقبة الناشطين باعتبارها ضرورية للحفاظ على الاستقرار الاجتماعي.
كما لم يرد مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض على طلب للتعليق على اعتقال مالك الدويش.
اعتقال
قال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية إن من المؤكد أن يثير بايدن خلال اجتماعه الثنائي مع السعوديين “قضايا تتعلق بحقوق الإنسان والمخاوف التي لدينا”، لكنه لم يشر إلى أي حالات محددة.
وكان بايدن قد تعهد بجعل المملكة “منبوذة” بعد مقتل الصحفي في واشنطن بوست جمال خاشقجي في تركيا على يد عملاء سعوديين عام 2018. وأشارت المخابرات الأمريكية إلى تورط ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في جريمة القتل. وتنفي الحكومة السعودية أي تورط له في الجريمة.
وتأتي محنة الدويش في إطار حملة على المعارضة يقودها الأمير محمد رغم أنه حقق إصلاحات مثل السماح للمرأة بقيادة السيارات وإقامة مشاريع لخلق فرص عمل.
وقال المصدران المطلعان على قضية الدويش إن اعتقاله جاء بعد أن استجوبته الأجهزة الأمنية مرتين العام الماضي بخصوص مطالبته بالإفراج عن والده. ورفض المصدران كشف هويتيهما خشية التعرض للانتقام.
ولم تتمكن رويترز من معرفة مكان محامي الدويش الابن، كما لم تستطع تحديد مكان احتجازه.
وقالت جماعات حقوقية عديدة إن عائلته فقدت الاتصال مع والده، سليمان الدويش، عام 2016. وكان الأب معروفا بصلاته مع ولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف، الذي حل محله محمد بن سلمان في انقلاب قصر عام 2017، حسبما قالت قبل ذلك دون تفاصيل.
ولم ترد الحكومة السعودية على أسئلة حول صلات الأب بالأمير محمد بن نايف أو سبب اعتقاله.
مواطنون أمريكيون
تشكك لينا الهذلول، شقيقة لجين الهذلول، ناشطة حقوق المرأة التي قضت عقوبة بالسجن ولا تزال ممنوعة من السفر، في أن تلين مواقف القادة السعوديين في أعقاب زيارة بايدن.
تقول لينا “لجين في سجن آخر، تخضع للمراقبة وتشعر بالعزلة لأن الناس يخافون من رؤيتهم معها. إنه وضع لا يمكن أن يسمى حرية”.
ولم يرد رد فوري من الحكومة السعودية على طلب التعليق على تأكيد لينا الهذلول أن أختها تخضع للمراقبة.
وقالت جماعات حقوقية إنه مع اقتراب زيارة بايدن، بعث أفراد عائلات معتقلين في السعودية ومصر والبحرين رسائل إلى البيت الأبيض يطلبون من بايدن بالضغط من أجل الإفراج عنهم.
وسيكون عالم الأوبئة والصحفي بدر الإبراهيم، والمعلق الإعلامي صلاح الحيدر ابن عزيزة اليوسف الناشطة في مجال حقوق المرأة، من بين الحالات السعودية التي تتابع عن كثب خلال زيارة بايدن. فكلاهما يحمل الجنسية الأمريكية وتم إخراجهما من السجن لكنهما ما زالا ممنوعين من السفر.
وفي إشارة إلى الإبراهيم والحيدر، قال بايدن في مقاله إنه “سيواصل الضغط من أجل رفع القيود المفروضة على سفرهما”.
وترى أريج السدحان، وهي مواطنة أميركية يقضي شقيقها حكما بالسجن 20 عاما يليها منعه من السفر لمدة 20 عاما أصدرته محكمة مكافحة الإرهاب، أنه مع أن الاتجاه هو مزيد من الانتهاكات الحقوقية فإن هناك أملا في إطلاق سراح المعتقلين إذا أثار بايدن قضية حقوق الإنسان في مناقشاته.
ويتفق مع ذلك الرأي عبد الله العودة، نجل الداعية البارز سلمان العودة المعتقل منذ عام 2017، قائلا إن والده يعاني من تدهور حالته الصحية وإن زيارة بايدن “ستساعد والدي والمحتجزين الآخرين لو كان بايدن يريد القيام بذلك”.
ميادين + رويترز + وكالات