مع دخول تعطيل الملاحة في أهم ممر مائي يومه السادس، تواصل فرق الإنقاذ جهودها لتعويم السفينة الضخمة التي تسد قناة السويس. بيد أن مصادر تتحدث عن تعقيدات بسبب كتلة صخرية بمقدمة السفينة. فإلى أين تتجه الجهود وما حجم الخسائر؟
تخوض السلطات المصرية سباقا مع الزمن الأحد (28 آذار/مارس 2021) لتعويم حاملة الحاويات الضخمة الجانحة في قناة السويس والتي تعطل حركة الملاحة في الممر المائي الدولي لليوم السادس على التوالي مع كل ما يسببه ذلك من خسائر اقتصادية هائلة.
وأفاد بيان من الهيئة أنه يتم “القيام بأعمال التكريك (التجريف) نهارا، وعمل مناورات الشد بالقاطرات في أوقات تتلاءم مع ظروف المد والجزر” لتعويم سفينة الحاويات “إم في إيفر غيفن”، التي تعد أطول من أربعة ملاعب لكرة القدم، وجنحت بالعرض في مجرى قناة السويس منذ الثلاثاء، ما عطل الملاحة في المجرى المائي البالغ الأهمية.
وأشار البيان إلى أنه حتى الآن تم تجريف 27 ألف متر مكعب من الرمال على عمق وصل إلى 18 مترا، “مع مراعاة حدوث انهيارات ترابية من أسفل السفينة”.
وتعمل الهيئة حاليا فقط مع شركة “سميت سالفدج” الهولندية، المتخصصة في عمليات إنقاذ السفن المنكوبة، ولكنها تلقت عروض مساعدة تدرسها حاليا من الولايات المتحدة والصين واليونان والأمارات. وأعلنت “سميت سالفدج” سابقا أن “قاطرتين إضافتين” ستصلان بحلول الأحد إلى القناة للمساعدة.
وأفاد موقعا “مارين ترافيك” و”فيسيل فايندر” بأن القاطرة “كارلو ماجنو” التي ترفع العلم الإيطالي والقاطرة “ألب غارد” التي ترفع العلم الهولندي تبحران في البحر الأحمر في طريقهما إلى قناة السويس. كذلك من المقرر، حسب بيان هيئة القناة الأحد، إشراك قاطرتين جديدتين بقوة شد 70 طن في مناورات الشد بعدما وصلتا إلى موقع الحادث.
تفاؤل حذر
ومساء السبت، أكد رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع في مداخلة على إحدى الفضائيات المصرية أنه نتيجة أعمال القطر والتجريف والمد العالي “تحركت دفة السفينة 30 درجة يمينا ويسارا”. وأضاف “هذا مؤشر جيد إلى أن المياه دخلت تحت الدفة التي لم تكن تتحرك من قبل”.
وأجرت الهيئة السبت مناورات شد وقطر مستخدمة 12 قاطرة تعمل من ثلاثة اتجاهات مختلفة. وقال ربيع “كنا متفائلين للغاية بالأمس والسفينة كانت تتجاوب… وربما ننتهي اليوم أو غدا (الأحد) معتمدين على الموقف الحالي وسرعة المد والجزر”. وأوضح ربيع أن سوء الأحوال الجوية ليس السبب الرئيسي الوحيد لجنوح السفينة، مشيرا إلى احتمال حصول خطأ فني أو بشري، بانتظار نتائج التحقيق.
وكانت السفينة البالغ طولها 400 متر وعرضها 59 متراً وحمولتها الإجمالية 224 ألف طن، تقوم برحلة من الصين إلى روتردام في هولندا.
وقد تلجأ الهيئة وشركة الإنقاذ الهولندية إلى تخفيف جزء من حمولة السفينة للتمكن من تعويمها. وقال مسؤول الشركة الهولندية أمس السبت “ليس من السهل تحديد كم سنستغرق من الوقت اذا قمنا بتفريغ (الحمولة) وهذا يخضع لمسائل فنية”.
خسائر بالمليارات
وأدى تعطل الملاحة إلى ازدحام مروري في القناة وتشكل طابور انتظار طويل. وقال رئيس هيئة قناة السويس الأحد إن 369 سفينة تنتظر الآن عبور القناة في الاتجاهين. وتسبب تعطل السفن بتأخير بالغ في عمليات تسليم النفط ومنتجات أخرى.
وقالت شركة “لويدز ليست” إن الغلق يعيق شحنات تقدر قيمتها بنحو 9,6 مليار دولار يوميًا بين آسيا وأوروبا. وأشارت الشركة إلى أن “الحسابات التقريبية” تفيد بأن حركة السفن اليومية من آسيا إلى أوروبا تُقّدر قيمتها بحوالي 5,1 مليار دولار ومن أوروبا إلى آسيا تُقّدر بنحو 4,5 مليار دولار.
ومن جهته قدّر ربيع السبت الخسائر اليومية لقناة السويس بسبب تعطل الملاحة ما بين 12 و14 مليون دولار.
العودة إلى رأس الرجاء الصالح مؤقتاً
وفي انتظار استئناف الملاحة في قناة السويس، قررت شركات ملاحية كبرى مثل ميرسك الدنماركية أو الشركة العامة الملاحية (سيه ام آه سيه جيه ام) الفرنسية تحويل بعض السفن إلى طريق رأس الرجاء الصالح الذي يتطلب الدوران حول قارة أفريقيا وهو ما يعني 6000 كيلومتر إضافية إلى الرحلة بين سنغافورة وروتردام على سبيل المثال.
وأوضح متحدث باسم الشركة الفرنسية لفرانس برس أن “المجموعة قررت تحويل خط سير اثنتين من سفنها المتجهة إلى آسيا إلى رأس الرجاء الصالح وتدرس خيارات أخرى لعملائها من بينها نقل البضائع على متن طائرات أو عبر خطوط السكك الحديدية”.
وأوضحت شركة ميرسك وهي من كبريات شركات الملاحة الدولية أنه سيتم تغيير مسار 32 سفينة تابعة لها أو لشركائها بحلول نهاية الأسبوع.
فضاء الآراء / (أ ف ب، رويترز)