مدريد تجدد نفيها سقوط قتلى على الجانب الإسباني خلال مأساة مليلية

زاد المشرعون الإسبان من ضغوطهم على وزير الداخلية الإسباني لتوضيح ما حدث خلال العبور الجماعي للمهاجرين من المغرب إلى جيب مليلية، وطالب البعض باستقالته. كيف رد الوزير؟

أعاد وزير الداخلية الإسباني التأكيد أمام النواب الأربعاء (30 تشرين الثاني/ديسمبر 2022) أنه لم يسقط “أي قتيل” على الجانب الإسباني من الحدود مع المغرب عندما لقي 23 مهاجراً على الأقل حتفهم أثناء محاولتهم العبور إلى جيب مليلية في حزيران/يونيو.

وقال فيرناندو غراندي-مارلاسكا بنبرة هجومية: “قلتها من قبل وأكررها: نحن نتحدث عن أحداث مأسوية حصلت خارج بلدنا. لم تحدث خسائر في الأرواح على أراضينا” متهماً المعارضة بأنها تطلق “أكاذيب”.

وتابع “ما كان ينبغي لهذه المأساة أن تحدث بتاتاً” لكنها “حدثت بسبب محاولة عنيفة لدخول بلادنا”. وأوضح “يمكنني أن أتعاطف نظراً للأسباب، التي دفعت هؤلاء الأشخاص إلى الهجرة إلى أوروبا مثل الحروب (…) لكن هذا لا يبرر الهجوم العنيف على حدود البلاد” مدافعاً مجدداً عن الرد “النسبي” للشرطة.

تحقيق استقصائي

ويأتي مثول وزير الداخلية للمرة الثانية أمام البرلمان غداة نشر تحقيق من جانب العديد من وسائل الإعلام الأوروبية بما فيها صحيفة “إل باييس” الإسبانية، يشير إلى مقتل شخص على الأقل على جانب الحدود التي تسيطر عليها إسبانيا.

وأظهر تحقيق نشر الثلاثاء صوراً لمهاجر على الأرض على الجانب الإسباني من المركز الحدودي. يجسّ أحد أفراد قوات الأمن المغربية نبضه ويقول إنه مات. وأكد مهاجر آخر كان بجانبه وفاته، وفق التحقيق.

وكانت “بي بي سي” نشرت مطلع تشرين الثاني/نوفمبر وثائقياً يشير إلى عنف قوات الأمن المغربية ويشكك في تصرفات الحرس المدني الإسباني، تخلّله مقطع فيديو يظهر “قتيلاً واحداً على الأقل على مدخل” المركز الحدودي الذي يفصل المغرب عن الجيب الإسباني الصغير “وجثثاً أخرى سحبتها قوات الأمن المغربية من هناك”. وقالت الشبكة البريطانية وقتها إنها حصلت على تأكيد من السلطات الاسبانية بأن تلك المنطقة “تحت سيطرتها”.

وقد ندد وزير الداخلية الاسبانية وقتها بهذه المعلومات معتبرا أنها “ادعاءات (…) لا أساس لها”.

ومنذ مأساة مليلية، تدعو المعارضة اليمينية وبعض الحلفاء المعتادين لحكومة الاشتراكي بيدرو سانشيز، مارلاسكا إلى الاستقالة. والأربعاء، اتّهمته النائبة عن الحزب الشعبي (يمين) آنا فاسكويز التي تصفه بالجبان، بأنه يعتبر “الإسبان حمقى”. وقالت “حاولت منذ البداية إخفاء الحقيقة عنا بمناوراتك الخبيثة لكننا نعلم الآن أن هناك مهاجراً واحداً على الأقل لقي حتفه في الأراضي الإسبانية”.

من جانبها، قالت العضو حزب الاستقلال الكاتالوني ماريا كارفالو: “سيد مارلاسكا، أنت ما زلت وزيراً لأن القتلى هم من السود والفقراء. لو كانوا من البيض، لما بقيت وزيراً حتى الآن، وأنا متأكدة تماماً من ذلك”.

في 24 حزيران/يونيو، حاول حوالي ألفي مهاجر غير شرعي، معظمهم من السودان، الدخول بالقوة إلى جيب مليلية الإسباني في الأراضي المغربية.

وأدّت محاولة الاقتحام هذه التي سبقتها صدامات عنيفة بين المهاجرين والقوات المغربية في مخيّمات مهاجرين أقيمت حول الناظور، إلى مقتل 23 شخصاً وفقاً للسلطات المغربية، بينما أشارت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان إلى مقتل 27 شخصاً.

وأثارت هذه المأساة الأكثر دموية خلال واحدة من المحاولات العديدة لاقتحام مليلية وجيب سبتة الإسباني المجاور، انتقادات شديدة من قبل جمعيات حقوق الإنسان، وكذلك من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي.

ميادين/ خ.س / أ ف ب/ رويترز / مهاجر نيوز

World Opinions | Débats De Société, Questions, Opinions et Tribunes.. La Voix Des Sans-Voix | Alternative Média

تصفح ايضا

مجلس الأمن يفجّر الخلافات الأميركية – الإسرائيلية.. كيف قرأت “إسرائيل” الامتناع عن استخدام الفيتو؟

في اليوم الـ172 للحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة واليوم الـ16 من رمضان، رحبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بقرار مجلس الأمن الدولي بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، وطالبت المجلس بالضغط على الاحتلال للالتزام بتطبيقه "ووقف حرب الإبادة والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Solve : *
10 + 27 =