رسالة في زجاجة ملقاة من مركز للمهاجرين في بريطانيا.. “كأننا في سجن”

في ظل تدهور الأوضاع في مركز “مانستون” لاستقبال الوافدين الجدد إلى المملكة المتحدة، ألقت فتاة صغيرة زجاجة وضعت فيها رسالة كتبتها يوم الإثنين الماضي تستنجد بها أحد الصحفيين، متحدثة عن ظروف سيئة تعيشها برفقة الكثير من الأطفال واصفة المركز بأنه “سجن”، وأن السلطات تمنعهم من الخروج والتحدث إلى الصحافة.

في محاولة يائسة لإسماع صوتها من خلف سياج مركز للمهاجرين، ألقت فتاة زجاجة تحتوي على رسالة مكتوبة بخط اليد وبلغة إنكليزية بسيطة باتجاه مصور صحفي كان يقف على الجانب الآخر من السياج، تستنجد فيها “المنظمات والصحفيين” لمساعدة المحتجزين في هذا المركز الذي وصفته بأنه “سجن”.

وقالت الفتاة في رسالة مكتوبة بتاريخ 31 تشرين الأول/أكتوبر، إن “النساء الحوامل والمرضى هناك بحاجة إلى المساعدة” وأن هناك “50 أسرة محتجزة في وحدة مانستون لأكثر من 30 يوما”.

“نشعر كأننا في سجن. ليس لدينا هاتف ولا مال (…) نحن حقا بحاجة إلى مساعدتك. الرجاء مساعدتنا (…) نريد التحدث إليك لكنهم لا يسمحون لنا بالخروج”.

وذكرت في رسالتها “الحالة السيئة” لطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، “لا يهتمون به”. مضيفة أن “هناك الكثير من الأطفال. لا ينبغي أن يكونوا هنا. يجب أن يكونوا في مدرسة وليس في سجن”. واشتكت من الطعام “السيء للغاية ويجعلنا نشعر بالمرض”.

وكانت هذه الفتاة التي رمت الزجاجة، ضمن مجموعة من الأطفال الذين تجاوزوا حراس المركز واندفعوا نحو السياج لإلقاء الزجاجة باتجاه المصور الصحفي في وكالة “PA”.

ويقع مركز مانستون في جنوب شرق إنكلترا، ويستقبل حاليا أكثر من أربعة آلاف مهاجر، بينما تبلغ قدرته الاستيعابية 1600 شخص. ورغم هذا الاكتظاظ الكبير، يبقى طالبو اللجوء لفترات طويلة في خيام بيضاء كبيرة، علما أنه من المفترض ألا تتجاوز فترة إقامة المهاجرين في هذا المركز 24 ساعة كحد أقصى، قبل توجيههم إلى أماكن استقبال.

ويضاف إلى هذا الاكتظاظ، مجيء 700 شخص نقلتهم السلطات يوم الأحد بشكل مؤقت، بعد تعرض مركزهم في ميناء دوفر لاعتداء من قبل شخص ألقى عليهم قنابل حارقة، ما تسبب في إصابتين طفيفتين، في سياق توترات في المدينة الساحلية.

وقالت السلطات إنها أجلت بعض الأشخاص فيما بعد لتخفيف الضغط عن المركز، إلا أنه وفقا لتقارير إعلامية، لم تؤمن السلطات حلول سكن لهؤلاء المهاجرين الذين أخرجتهم من المركز.

وزيرة الداخلية تواجه اتهامات

وأقر وزير الهجرة البريطاني روبرت جينريك بأن الظروف في مركز مانستون “سيئة” مشيرا إلى أن الأشخاص هناك يفترشون الأرض.

لكن المأزق بالنسبة للسلطات ليس متعلقا بقدرة الدولة على توفير منشآت لاستقبال الوافدين وإنما، “المشكلة تكمن في أن الآلاف يعبرون القناة يوميا بصورة غير شرعية”، حسب تعبير جينريك.

وبحسب أرقام الحكومة أقدم هذا العام نحو 40 ألف شخص على عبور المانش من البر القاري لأوروبا إلى بريطانيا.

وفي خطاب مماثل، ألقت اللوم وزيرة الداخلية البريطانية سويلا برافرمان على “التدفق” المتزايد للمهاجرين غير النظاميين والذي “يؤدي إلى تخطي الطاقة الاستيعابية لما لدينا من بنى تحتية على صعيد مراكز الاستقبال على غرار مانستون، وعلى صعيد الاستضافة الفندقية والإسكان”.

لكن الوزيرة تواجه انتقادات لاذعة بسبب خطابها المتشدد تجاه المهاجرين، ووجه البرلمان إليها اتهامات بأنها “تجاهلت مشورة قانونية” بشأن استخدام الفنادق لتخفيف الضغط عن مراكز البت بالطلبات. لكن برافرمان نفت تلك الاتهامات وقالت يوم الإثنين إن الحكومة تنفق يوميا 6,8 ملايين جنيه استرليني (7,8 ملايين دولار) على إيواء المهاجرين.

القاصرون يواجهون ضغوطا للتصريح بأنهم بلغوا سن الرشد

وفي اتهام خطر، نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية تقريرا أول أمس الثلاثاء اتهمت فيه الجهات الرسمية بممارسة الضغط على القاصرين المحتجزين في مركز مانستون لدفعهم “للكذب” بشأن عمرهم وبأنهم تجاوزوا السن القانوني.

وذكرت “الغارديان” حالة فتى إريتري يبلغ من العمر 16 عاما يتحدث حول ضغط تعرض له ليقول إنه أكبر سنا. كما قدمت منظمة “مجلس اللاجئين” غير الحكومية حالات مماثلة خلال ثلاث مقابلات حديثة أجرتها مع شباب من كردستان العراق وإيران. وقدم طفل خامس الادعاء نفسه لشبكة منظمة حقوق الإنسان غير الحكومية.

وزارة الداخلية من جهتها ردت على اتهامات صحيفة “الغارديان” قائلة إن هذه المزاعم لا أساس لها من الصحة.

فيما قال أحد الأطفال الذين قابلهم “مجلس اللاجئين”: “أجريت ثلاث مقابلات، وسألوني طوال الوقت عن عمري. قالوا لي ما لم تقبل أنك بالغ، فلن نفعل أي شيء من أجلك … هذا هو عمري، فلماذا أكذب؟”.

ونقل “مجلس اللاجئين” عن أحد الأطفال قوله “عندما وصلنا لأول مرة، مكثت في دوفر. أخبروني أني بحاجة إلى تغيير تاريخ ميلادي وجعلي أكبر سنا. إذا جعلت تاريخ ميلادك أكبر، فسنضعك في الحافلة وستغادر على الفور. لأنني كنت أعاني، كنت أشعر بالبرد الشديد، قلت لهم ضعوا ما تقررون.. أردت فقط الخروج”.

ميادين – مهاجر نيوز

World Opinions | Débats De Société, Questions, Opinions et Tribunes.. La Voix Des Sans-Voix | Alternative Média

تصفح ايضا

مجلس الأمن يفجّر الخلافات الأميركية – الإسرائيلية.. كيف قرأت “إسرائيل” الامتناع عن استخدام الفيتو؟

في اليوم الـ172 للحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة واليوم الـ16 من رمضان، رحبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بقرار مجلس الأمن الدولي بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، وطالبت المجلس بالضغط على الاحتلال للالتزام بتطبيقه "ووقف حرب الإبادة والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Solve : *
6 ⁄ 3 =