جميلة ومُشرّد والحب في زمن الكراهية مع أوضاع الديكتاتورية

لا حب حقيقي بلا حرية ومن يصنع الحرية يصنع الحب
والديكتاتورية الفردية هي أم الكراهيات.
فمن أولا ياترى الحب أم الحرية؟ أم هما مرتبطان ومتوازيان في مسار تطور الفكر والحضارة الإنسانية..
أم هي كما قالها غارثيا أمام الرصاص:
ما الإنسان دون حرية يا ماريانا؟
قولي لي كيف أستطيع أن أحبك إذا لم أكن حرا؟
كيف أهبك قلبي إذا لم يكن ملكي؟


فتحت مدونتي وأردت أن أكتب في الحب وفيكي كلمات عن أشياء جميلة ألهمتني من روحك.. كالندى على جبين شقي تائه في صحراء السراب (وطن الحكم الفردي المطلق الديكتاتوري)
وأنا أقرأ في حروف جمالك كورد النسرين البري الطبيعي أنيس على القلب في فيافي البرية ودواء مُنسّمٌ عليل في زمن الديكتاتورية الغريبة على روحي كالأشواك كسم الأفاعي وهي تفترس الإنسانية في وطن جريح.. فيذبل النسرين والياسمين ويتلاشى عطر الكولونيا عندما يموت الذوق والحنين في كل بقعة تحصار الحياة أفيها أشواك ديكتاتور تسلطت على حياتنا كأنها قدر من الشيطان اللئيم.. وما الشيطان على هذه الأرض إلا ديكتاتور الخرافة والتبجيل.
وهذا قلبي قد نظر إليك من زاوية مختلفة عما يراه الآخرون فيك، في زمن الحصار والجفاء تحول البشر فيه كالزومبي يمشون على الأرض للافتراس وآخرون كسماسرة في العهر والاختلاس.. فتبدين كالجنة كالنسرين كالياسمين تفوح ابتسامتك كعطر الكولونيا على قلبي الحزين في مزبلة الديكتاتور.
وفي هذا المسير انتظرتك في محطة الوحدة وأنا قد عصمت نفسي من الحب في سجن الديكتاتور، لأن الحب جنين يحتاج الرعاية منذ البداية وأيادي الديكتاتور ما وجدت إلا لإجهاض الحب والإنسانية فكيف أهديكي قلبي إذا لم أكن حرا ونحن في زمن حرب الديكتاتورية.. حرب على الحب على الحرية على الإنساني،ة جنودهم عهر وقوادة وقمع وتخويف وتجويع وتشريد واغتيال وتحريض وقتل المعاني التي تحيا بها الإنسانية.
ولكني في الأخير أعدت إغلاق مدونتي الشخصية وهي كمذكرتي الكرونولوجية.. استمعت عقابا لك لقصيدة عنوانها لم تأت لشاعر فريد اسمه “محمود درويش”.. لعلي أنسى تجاهلك وبرودتك وترددك في المسير..
ثم فتحت صفحة من كتاب سياسي قديم يحلل في شخصية ونرجسية وعنجهية وجنون عظمة الديكتاتور ومدى خطورة أمراض الديكتاتور في الأوطان على الحب والحرية والحياة وصفاء سجية الروح الإنسانية.. ثم قهقهت عما يجري وما يخترعون وراء مؤخرة ديكتاتور النهب من زوابع فنجانية يسودها الهرج والمرج، تبدو مضحكة للخارجين والمنعتقين خارج وطن يمسي ويصبح بزوابعه الكبرى وما هي إلا زوابع حقيرة في فنجان الديكتاتور، تبدو وقحة وحقيرة وثقيلة كجبل إفرست على كواهل الأحرار والنفوس التي تحلم بالحب وتحلم أن تصبح على وطن حر حقيقي كالشجر والمطر أفقه بالحرية كأفق السماء.. وطن للإنسان للحب للقومية الوطنيه وليس للأفراد..
آه كم هي ثقيلة مؤخرة الديكتاتور وعنجهيته وقسوته ونرجسيته وحقده على قلوب تمسكت بطبيعة النفس البشرية في الحرية والحب والكرامة والحضارة الإنسانية.. كيف نعيش الحب في زمن حرب الديكتاتورية على الحرية الإنسانية وسعيه المريض الحتيت الفض والعنيد على تجذير العبيد والعبودية في أوطان الأحرار والحرية.
في نهاية الأوراق عدت لأتأمل في ابتسامة النسرين التي تأخذ روح شقي محاصر سجين إلى فوق كل القيود لتعلو بروحه فوق مؤخره الديكتاتور التي تطبق على الأرواح الإنسانية في وطن تسلط عليه مؤخرة الديكتاتور كما يطبق غطاء ملطخ بالقذارة على فوهة فنجان..
حذفت تلك السطور ثم كتب هذه العبارات عن معاني الحب والأنثى في زمن الديكتاتور وزمن الجفاء.. وينضاف إليها زمن كورونا في تاريخ هذه العشرينية العصيبة من الألفية الخامسة على اختراع الأبجدية..وطرحت سؤالا وأنا أتأمل في جمال الورد ومعنى النسرين ومواطنه البرية في أعالي الجبال.. أيصح أن نحيا حبا ونحن في قاع فنجان؟ وتطبق عليه أياد ديكتاتور كالأخطبوط، حيث لا أفق غير ظلام ونرجسية وجنون وقسوة الديكتاتور.. وما تنتجه مؤخرته في صفوف التأخر والتخلف من خرائيات حزينة ومضحكة وحقيرة وتافهة وإجرامية وعنيدة ومسمومة وححقودة وقاتلة ضد أحرار بسطاء لذلك الوطن المسجون. أحرار منهم بائعو المناديل وبائعو الورد وبائعو العنب وبائعو اللوحات الفنية وبائعو الشتول وموهبون ومبتكرون وأذكياء… كلهم وطنيون لا يبيعون الشرف ولايبيعون الوهم ولا يبيعون الذهب والفضة والماس المسروق.. قد يهربون ويناورون ويسايسون ويهادنون ولكنهم لا يربون أموال أطفال الشعب المنهوب إلى البنوك العالمية في الحسابات الشيطانية..
إلا هذا الحين لا يزال كل ديكتاتور عرباني خرافي يدفع الرشاوي للإمبريالية العالمية ثم يطبق بمؤخرته على الشعب كغطاء فنجان.. فيركع العبيد حامدين ساجدين ويتعذب الأحرار ولكنهم لا يضيعون الحرية من أجل الحب من أجل الأطفال من أجل الأمهات من أجل الحبية أن تحبك بكل حرية.. كما أنت.. بلا قيود وبلا تنطعات الهوم وخرائيات الأبهة في عقول السفهاء.. تلك الحرية هي منبع الحب وبدونها يغيب حصاد الحب حتى نزرع حرية… وهي في قلبي تحيا وفي ذاتي تسكن إلى النخاع..
خربشت سطورا تحت عنوان “الوجيز العميق في التعليق على قصيدة “بلقيس” التي واجه فيها نزار قباني خيانة العِرباني”
ثم أغمضت عيني وطرحت سؤالا: هل يصح أن نحيا الحب تحت مظلة عنف الديكتاتور وإصرارهم على تحويل المجتمع إلى عبيد؟ ثم أغمضت عيني على وسادة مُخملية بلون زهرة النسرين وأنا أردد أشعار غارثيا لوركا وهو يواجه إعدام الرصاص أمام حقد وتحريض همجية ديكتاتورية الوحش المقبور “فرانكو”:
وأنا أتأمل في تلك الصورة وهو الشاعر والأديب والحر المتحرر من الخوف وكيان العبيد وهو شاعر الحب والحرية والإنسان صامدا أمام الرصاص وهو يقول:
ما الإنسان دون حرية يا ماريانا؟
قولي لي كيف أستطيع أن أحبك إذا لم أكن حرا؟
كيف أهبك قلبي إذا لم يكن ملكي؟

المدون محمد بوعلام عصامي
Simo.boualam@gmail.com

World Opinions | Débats De Société, Questions, Opinions et Tribunes.. La Voix Des Sans-Voix | Alternative Média

تصفح ايضا

الرد والرد المضاد.. كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟

حبس العالم أنفاسه بعدما أصبح الشرق الأوسط قاب قوسين مما يشبه حربا عالمية ثالثة، قد دفع بالمنطقة لمستقبل غامض. غير أن هجوم الجمهورية الإسلامية ورد الدولة العبرية ظلا لحد الآن في حدود "المتوقع" وفق معلقين ألمان وأوروبيين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Solve : *
28 − 9 =