التهديد والترهيب أصبحت عادة وأسلوب للسياسيين في إكمام الأفواه ضد المعارضة السياسية

ظهر السيد نوري المالكي في مساء يوم 26/12/2022 من خلال وسائل الإعلام يهدد المعارضة السياسية في حالة فشل حكومة السوداني سوف يكون هناك موقف آخر .. هذا الكلام تهديد للسلم الأهلي .. وإن الشعب هو الذي يقرر مصير الحكومة إذا كانت جيدة أو سيئة وليس الاتهامات والتهديد والترهيب.

إن المعارضة العراقية تراقب وتحلل وترصد وتنتقد من خلال التجربة والواقع الملموس ومن خلال السلوك السياسي في الماضي والحاضر والمستقبل فمن حيث الماضي إن الأحزاب والكتل السياسية التي تحالفت وأصبحت (الإطار التنسيقي) قد فشلت في سلوكها السياسي والاقتصادي والاجتماعي على مدى حكم عشرون عاماً وسببت للعراق وطن وشعب الفقر والجوع والبطالة وانفلات السلاح وتفشي المخدرات والانتحار والعنف الأسري والفساد الإداري واقتصاد ريعي وتضخم وظيفي لا يوجد مثله في العالم بالنسبة إلى عدد سكانه مما أدى إلى انفجار الشعب في المحافظات ذات الأكثرية من طائفة الشيعة في الوسط والجنوب واستمرت سنة ونصف واستعملت ضدها جميع وسائل العنف من قبل الحكومة والميليشيات المسلحة وقدمت ضحايا سبعمائة شهيد وخمسة وعشرون ألف جريح واغتيالات الناشطين وخطفهم وحققت إقالة رئيس الوزراء وإجراء الانتخابات المبكرة التي قال فيها الشعب صوته الانتخابي وحققت الفوز للتيار الصدري الذي انفصل عن الأحزاب والكتل السياسية ورفع راية الإصلاح والتغيير وفشل الأحزاب والكتل السياسية …

والآن لابد من موقف فيه سؤال ونداء حي واستدعاء صارخ عن سبب فشل الأحزاب والكتل السياسية التي مارست الحكم للفترة من عام/ 2003 إلى الآن عن ما هي قاعدة الحكم التي طبقت في تأليف الحكومات السابقة ؟.. إنها المحاصصة الحزبية والمحسوبية والمنسوبية والتوافقية.

وهذه القاعدة هي نفسها وبحذافيرها طبقت ونفذت في تأليف حكومة السوداني .. وقد ذكر السيد نوري المالكي في المقابلة الخاصة مع فضائية الشرقية نيوز وقال: إن إحدى الكتل فرضت وزرائها على السوداني كما ذكر السياسي الأستاذ محمد علاوي في برنامج لعبة الكراسي من قناة الشرقية نيوز قائلاً : (إن أحد الوزراء اشترى منصبه الوزاري بخمسة ملايين دولار) …

وإذا نظرنا ودرسنا السبب الذي أفشل الحكومات السابقة للأحزاب والكتل السياسية للفترة من عام / 2003 إلى الآن هو سلوكها واتباعها المحاصصة الحزبية (أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً) والتوافقية (أرضيك وارضيني .. أسكت عنك واسكت عني) هي بذرة الموت والفشل للأحزاب والكتل السياسية .. والآن قد تسللت وطبقت هذه القاعدة على حكومة السوداني التي سوف تلقى نفس المصير للأحزاب والكتل السياسية .. كما أن السيد السيستاني أصدر فتواه (المجرب لا يجرب) ويقصد بها الأحزاب والكتل السياسية.

إن المعارضة العراقية السياسية لا تفضح ولا تشنع وإنما تستعمل الحق الديمقراطي الذي سمح به الدستور في الرصد والنقد للسلبيات في حكومة السوداني .. وكما يبدو أن تصريح السيد المالكي الآن بسبب رفض الشعب لقانون جرائم المعلوماتية الذي طرح في البرلمان من قبل كتلة الإطار التنسيقي والذي كان القصد منه كم الأفواه وحرية التعبير …

إن القوى الوطنية والديمقراطية والتيار الصدري يدعمون ويساندون أية حكومة ترفع راية الإصلاح والتغيير وتنقذ الشعب من الكابوس الذي يجثم على صدورهم بسبب سياسة الأحزاب والكتل السياسية الفاشلة التي سببت المآسي والمصائب للشعب العراقي وليس بالترهيب والتهديد … والشعب الآن يطالب السوداني بتنفيذ وعوده بخصوص الانتخابات المبكرة.

فلاح أمين الرهيمي

World Opinions | Débats De Société, Questions, Opinions et Tribunes.. La Voix Des Sans-Voix | Alternative Média

تصفح ايضا

الشاب الذي هزم فرنسا… وطرد الفرنكفونية

ظلّ طيف من الأدباء والمثقفين العرب يتغنّى طوال حياته بانتمائه للثقافة الفرنكفونية. أعرف روائيًا مصريًا لم يكمل تعليمه الثانوي بقي يردّد حتى مماته أنه ابن الثقافة الفرنكفونية البار، رغم أنه لا يستطيع أن يتحدّث جملتين باللغة الفرنسية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Solve : *
26 + 13 =