
في حادثة دامية أخرى، قُتل ثمانية فلسطينيين على الأقل وجُرح 118 آخرون، عندما استهدفت غارة جوية ليلية حشدًا من المدنيين كانوا ينتظرون شاحنات مساعدات في مدينة غزة، بحسب ما أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.
وتواجه المستشفيات في القطاع ضغوطًا غير مسبوقة، إذ تستقبل مئات الحالات يوميًا، معظمها لأطفال ونساء يعانون من سوء تغذية حاد وإنهاك بدني شديد. وارتفع عدد الفلسطينيين الذين قُتلوا، منذ أيار/مايو الماضي، في مواقع تابعة لـ”مؤسسة غزة الإنسانية”، عند مراكز توزيع المساعدات التي يديرها متعاقدون أجانب تحت إشراف القوات الإسرائيلية.
يأتي هذا فيما توفي نحو عشرين طفلاً من جراء “سوء التغذية والمجاعة” في القطاع خلال 72 ساعة، وفقاً لمدير مجمع الشفاء الطبي، فيما اتهمت الأمم المتحدة، إسرائيل، بـ “قتل” أكثر من ألف من منتظري المساعدات.
وفي دير البلح، قال صحفيون إن دبابات إسرائيلية “اقتحمت دير البلح من جهتَي الجنوب والشرق، الاثنين، تحت غطاء جويّ مكثف”، وذلك بعد يوم من إصدار أوامر للسكان في عدد من المناطق بمغادرتها.
وتعدّ هذه أول مرّة تهاجم فيها إسرائيل منطقة دير البلح، في عملية رئيسية، منذ بداية الحرب في غزة قبل 21 شهراً.
ويأتي ذلك فيما تُواصل إسرائيل هجوماً مكثفاً على مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة، حيث توغلت الدبابات في المنطقة المكتظة بالنازحين، ما أدى إلى موجة نزوح جديدة.
نزوح وجوع
وقالت الأمم المتحدة إن أوامر الإخلاء في دير البلح أثّرت على عشرات الآلاف من الفلسطينيين، وسدّدت “ضربة أخرى مدمرة” للجهود الإنسانية.
وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، إن أوامر الإخلاء الإسرائيلية المتبوعة بهجمات مكثفة على دير البلح في غزة ستؤدي إلى المزيد من الوفيات بين المدنيين.
وأضاف تورك في بيان “كان يبدو أن الكابوس لا يمكن أن يكون أكثر سوءاً من ذلك. لكنه يزداد سوءاً… فنظراً لتمركز المدنيين في المنطقة، والوسائل والأساليب الحربية التي استخدمتها إسرائيل حتى الآن، فإن مخاطر عمليات القتل غير القانونية وغيرها من الانتهاكات الجسيمة للقانون الإنساني الدولي مرتفعة للغاية”.
وتضمّ المنطقة عشرات المخيّمات التي تؤوي عائلات نازحين، فضلاً عن مستودعات المساعدات وعيادات صحية.
وبحسب سلطات محلية، فإن أوامر الإخلاء الإسرائيلية أجبرت قرابة 250 ألف مدني فلسطيني على النزوح من دير البلح.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، الأحد، إن مئات العائلات نزحتْ، مشيراً إلى أنّ أوامر الإخلاء غطّت نحو 5.6 كيلومترات من دير البلح، كانت تؤوي حوالي 50 إلى 80 ألف نسمة، بينهم 30 ألف نازح يعيشون في 57 مخيماً.
خلال الحرب في غزة، نزح أكثر من 90 في المئة من سكانها، الذين تزيد أعدادهم على مليونَي نسمة ويعيشون ظروفاً مأساوية، علماً بأن كثيراً من الغزيين أُجبروا على النزوح أكثر من مرّة في هذه الحرب.

استهداف إسرائيلي لمبنى في حي النصر في وسط قطاع غزة
كما أكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، أن “المعركة في غزة تُعد من أكثر المعارك تعقيداً”، مشيراً إلى “الإنجازات التي تحققت حتى الآن، رغم الأثمان الباهظة ومواصلة الجهود لتحقيق الأهداف المعلنة وعلى رأسها إعادة الرهائن وإسقاط حركة حماس”.
جاء ذلك خلال “تقدير موقف شامل هو الأول من نوعه منذ عامين”، أجراه زامير رفقة مسؤولين شمل استعراضاً استخباراتياً واستراتيجياً لجميع الجبهات، بينها إيران وقطاع غزة، وفق بيان للجيش الإسرائيلي.
وأكد زامير استمرار العمليات في جبهات عدة، بما في ذلك “تقويض القدرات الاستراتيجية لحزب الله اللبناني وسوريا”، ومواصلة مكافحة ما وصفه “بالإرهاب” في الضفة الغربية المحتلة، إلى جانب إبقاء إيران ومحورها تحت المراقبة.
وجرى خلال اللقاء، مراجعة الخطط المستقبلية والتحديات المتوقعة في الفترة المقبلة، وسط تأكيد ضرورة الحفاظ على التفوق الجوي والاستخباري، وتعزيز الجهوزية لمعركة طويلة ومعقدة متعددة الجبهات، على ما ذكر البيان.
ميادين + وكالات