
وصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى السعودية صباح اليوم الثلاثاء في مستهل جولة بمنطقة الخليج تستغرق 3 أيام سيكون التركيز فيها على الصفقات الاقتصادية، فضلا عما تمر به المنطقة من اضطرابات أمنية وسياسية.
شملت الاتفاقيات أيضًا مجالات حيوية كأمن الطاقة والتعاون القضائي والتحديث العسكري السعودي، إضافة إلى اتفاقيات تعاون بين وزارة العدل الأميركية والسلطة القضائية السعودية.
شهدت العاصمة السعودية الرياض توقيع سلسلة من الاتفاقيات الاستراتيجية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية، وذلك خلال زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المملكة، في أول محطة من جولته في الشرق الأوسط. الحدث البارز كان توقيع صفقة أسلحة وصفتها واشنطن بأنها “الأكبر في التاريخ”، إلى جانب اتفاقيات اقتصادية وعسكرية وثقافية متعددة.
كما تتضمن الحزمة تدريبات مكثفة ودعمًا فنّيًا وبناء قدرات للقوات المسلحة السعودية، في إطار شراكة أمنية وعسكرية طويلة الأمد تهدف إلى “تعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط”، بحسب البيان الأميركي.
وفي مراسم رسمية حضرها كبار المسؤولين من الجانبين، صافح الرئيس ترامب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، قبل أن يشرفا على توقيع الاتفاقيات وتبادل الملفات بين الوزراء والمسؤولين من البلدين.
وأوضح البيت الأبيض في بيان رسمي أن الولايات المتحدة وقّعت مع السعودية “أكبر صفقة مبيعات دفاعية في التاريخ”، بقيمة تُقدّر بنحو 142 مليار دولار، لتزويد المملكة بـ”معدات وخدمات قتالية متطورة” من أكثر من 12 شركة دفاعية أميركية. وتشمل الصفقة استثمارات في نظم الدفاع الجوي، وتكنولوجيا الاتصالات العسكرية، وأنظمة التسلّح المتقدمة.
من جهة أخرى، أعلن البيت الأبيض أن شركة سعودية خاصة وقّعت عقودًا للاستثمار بقيمة 20 مليار دولار في قطاع الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة، فيما بلغ حجم الالتزام السعودي الكلي بالاستثمار في السوق الأميركية نحو 600 مليار دولار، وفقًا لما أعلنه الرئيس ترامب خلال الزيارة.
وشملت الاتفاقيات أيضًا مجالات حيوية كأمن الطاقة والتعاون القضائي والتحديث العسكري السعودي، إضافة إلى اتفاقيات تعاون بين وزارة العدل الأميركية والسلطة القضائية السعودية، وتنسيق بين السلطات الجمركية في كلا البلدين.
كما جرى توقيع بروتوكول تعاون ثقافي بين مؤسسة “سميثسونيان” الأميركية وعدد من المؤسسات السعودية، في خطوة وُصفت بأنها ترسّخ التواصل الثقافي والتبادل المعرفي بين البلدين.
وصف البيت الأبيض الاتفاقيات الموقعة بأنها تاريخية لكلا البلدين، مشيرًا إلى أنها تمثل “عصرًا ذهبيًا جديدًا” في العلاقات الثنائية. وأكد أن هذه الشراكة تنسجم مع سياسة “أمريكا أولًا” التي ينتهجها الرئيس ترامب، والتي تضع الأمن القومي الأميركي وخلق فرص العمل للمواطن الأميركي في صلب أولوياتها.
وأضاف البيان أن المملكة تُعد أكبر شريك للولايات المتحدة في برنامج المبيعات العسكرية الأجنبية، إذ تتجاوز قيمة القضايا النشطة في هذا البرنامج أكثر من 129 مليار دولار.
يزور ترامب الرياض أولا، حيث ينعقد منتدى الاستثمار السعودي الأميركي، ثم يتجه إلى قطر غدا الأربعاء، ثم الإمارات يوم الخميس، ويرافقه نخبة من قادة الأعمال الأميركيين، من بينهم مستشاره إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لتسلا.
منتدى الاستثمار السعودي الأميركي
وقال وزير الاستثمار السعودي خالد بن عبدالعزيز الفالح في افتتاح المنتدى “رغم أن الطاقة لا تزال حجر الزاوية في علاقتنا، توسعت الاستثمارات وفرص الأعمال في المملكة وتضاعفت أضعافا مضاعفة”، حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء السعودية (واس).
وأضاف قبل وصول ترامب “عندما يتحد السعوديون والأميركيون تحدث أمور جيدة جدا… وتحدث في أغلب الأحيان أمور عظيمة عندما تتحقق هذه المشروعات المشتركة”.
ويحضر المنتدى لاري فينك الرئيس التنفيذي لشركة بلاك روك، وستيفن شوارتزمان الرئيس التنفيذي لشركة بلاكستون، ووزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، ووزير المالية السعودي محمد الجدعان.
وقال وزير الاستثمار السعودي -في افتتاح منتدى الاستثمار السعودي الأميركي- إن ما يشهده العالم من تحولات متسارعة، وتقلبات اقتصادية وتطورات تقنية، ستسهم في إعادة رسم ملامح الاقتصاد الدولي، وستتيح فرصًا عديدة وكبيرة لتعزيز وتوسيع قاعدة الشراكة الإستراتيجية بين البلدين، وتؤكد أهمية بناء شراكات قوية ومستدامة لتحقيق المصالح المتبادلة، مستندة إلى نقاط القوة التي يتمتع بها الاقتصادان السعودي والأميركي، وبالذات نقاط القوة للشركات السعودية والأميركية”.
ويصاحب الرئيس الأميركي خلال الزيارة 32 رجل أعمال ومسؤولا بشركات أميركية.
يشار إلى أن الرئيس ترامب زار السعودية عام 2017، وخلال قمة سعودية أميركية مع هذه الزيارة، وقع الجانبان إعلان الرؤية الإستراتيجية المشتركة بين البلدين، وتبادلا عددا من الاتفاقيات الاقتصادية والاستثمارية بقيمة إجمالية تفوق 280 مليار دولار للإسهام في نقل المعرفة وتوطين التقنية وبناء استثمارات وصناعات واعدة، وتوفير مئات الآلاف من فرص العمل في كلا البلدين، وفق “واس”.
شريك تجاري
تُعد المملكة من أبرز الشركاء التجاريين للولايات المتحدة في المنطقة، وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين عام 2024 نحو 32 مليار دولار، إذ صدّرت المملكة سلعًا ومنتجات إلى الولايات المتحدة بقيمة 13 مليار دولار، مقابل واردات منها بلغت 19 مليار دولار.
شهد عام 2024 تصدير مجموعة من السلع غير النفطية البارزة أبرزها: المنتجات المعدنية، والأسمدة، والمنتجات الكيماوية العضوية، والألمنيوم ومصنوعاته، واللدائن ومصنوعاتها.
في حين شكّلت “المركبات الجوية وأجزاؤها، والآلات والأدوات الآلية وأجزاؤها، والتحف الفنية والقطع الأثرية، والمنتجات الكيماوية المنوعة، والأجهزة الطبية والبصرية والتصويرية” أبرز السلع المعاد تصديرها.
تضمنت أبرز السلع المستوردة “الآلات والأدوات الآلية وأجزاءها، والسيارات وأجزاءها، والأجهزة الطبية والبصرية والتصويرية، والأجهزة والمعدات الكهربائية وأجزاءها، ومنتجات الصيدلة”.
بلغ رصيد الاستثمارات الأميركية المباشرة في المملكة خلال عام 2024 نحو 15.3 مليار دولار.
ميادين + وكالات