فيلم موسى.. “أول فيلم روبوت مصري” يضع بيتر ميمي في مأزق.. فيديو

عُرض فيلم “موسى” خلال موسم الصيف السينمائي لعام 2021 للمخرج المصري بيتر ميمي، ومن بطولة كريم محمود عبد العزيز وإياد نصار وأسماء أبو اليزيد، ويعرض حصريا حاليا على منصة شاهد، والذي تم الترويج له مسبقا تحت شعار “أول فيلم روبوت مصري” و”أول فيلم أبطال خارقين مصري”، ولكن يبدو أن هذه الشعارات لم تستطع إنقاذ الفيلم من فتور الجمهور الذي ينجذب عادة إلى النجوم المشاهير، فيما أبطال فيلم “موسى” لم تكن أسماؤهم لامعة بما فيه الكفاية أمام موسم فيه فيلم لمحمد هنيدي وآخر لتامر حسني على سبيل المثال.

تدور قصة فيلم “موسى” للمخرج بيتر ميمي حول يحيى الشاب المنطوي المصاب باضطراب عقلي سلوكي، ويعاني من التنمر في الجامعة، وعبر التكنولوجيا يستطيع التحكم في ربوت صغير سماه “موسى” على اسم أخيه الذي مات قبل ولادته.

وبعد مقتل والده ينفذ نسخة عملاقة من موسى للانتقام من قاتليه، ومن هنا تبدأ مجموعة من التداعيات، حيث تبحث السلطات عن الروبوت “موسى” ومن خلفه، وذلك عبر ضابط الشرطة زكريا الذي يقوم بدوره محمود حافظ، وبمساعدة الأستاذ الجامعي فارس الذي يقدمه إياد نصار.

يبدأ الفيلم بتقنية “لمحة من المستقبل” (flash forward) لعرض لمحة عما سيحدث في الفيلم، حيث نرى يحيى وفارس بطلي فيلم “موسى” والنقطة التي سيصلان لها في صراعهما، ثم نعود مرة أخرى إلى الماضي لنتعرف على البدايات التي أدت إلى هذه النقطة، ويتراوح فيلم “موسى” بعد ذلك بين هاتين النقطتين.

أولى مشاكل فيلم “موسى” هي الحوار الركيك الذي يسرد كل التفاصيل عبر الكلمات، فيتعرف المشاهد على حياة يحيى وتاريخه من كلام والده الذي لا دافع له من الأساس، لأنه من المفترض أن يحيى يعرف هذه المعلومات بشكل طبيعي عن حياته.

وامتد الحوار إلى كل أبطال فيلم “موسى”، خاصة إياد نصار الذي كان بناء شخصيته هو الأكثر تواضعا، بلا أي دوافع حقيقية لكل هذا الشر الذي يحركه في الفيلم.

شخصيات أبطال فيلم “موسى” سطحية للغاية وأحادية ونمطية، مثل الأب الحكيم والابن المريض ضحية التنمر، والصديقة الداعمة، والحبيبة الجميلة، ثم إياد نصار الشرير بلا دافع الذي حاول صناع الفيلم توضيح الأسباب التي تجعله يكره البطل يحيى ويبني علاقة عداوة بينهما، لكن لا يوجد أي شيء يبرر هذه الشخصية الخالية من المنطق تماما.

ومن الشخصيات الغريبة للغاية كذلك “ريكا” صديقة البطل يحيى، والتي تقوم بها أسماء أبو اليزيد، وهي شخصية مساندة للبطل وشريكته في مغامراته، وجاءت في بداية الفيلم بمشهد واحد يوضح مدى جرأتها وقوة شخصيتها بتفاصيل بصرية مكررة، مثل طريقة تصفيف شعرها أو الدفاع عن يحيى ضد المتنمرين، ثم اختفت نهائيا في الفترة التي مر بها يحيى بأكبر أزماته بسبب وفاة والده ومحاولته للانتقام، ثم عادت مرة أخرى.

فيلم “موسى” والبدء من حيث بدأ الآخرون

ينتمي فيلم “موسى” إلى نوع الأبطال الخارقين، وهو النوع الذي بدأ مع السينما تقريبا، واندثر ثم انتعش مرة أخرى مع سلسلة “مارفل” التي استهلت عالمها السينمائي عام 2008 بفيلم “آيرون مان” (Iron Man)، وخلال الـ15 عاما الماضية كانت البداية الحقيقية لعودة هذا النوع مع “مارفل”، لكنها ليست المسؤولة عن هذا التطور، بل مع أعمال أخرى مثل “لوغان” (Logan) و”ديدبول” (Deadpool).

وضعت “مارفل” في أفلامها الأولى الهيكل الأساسي لهذه الأفلام الأكثر نجاحا وشعوبية، ولكن صناع الأفلام استطاعوا تطويره، وتحول الصراع البسيط بين الأبطال الخارقين والأشرار إلى ظهور “البطل الضد” (Antihero) الذي يعاني من صراعات وجودية وغيرها من التغيرات في هذا النوع.

لكن عندما قدم المخرج بيتر ميمي فيلم “موسى” قرر العودة مرة أخرى إلى نفس الهيكل والشكل الخاص بالأفلام في بداية الألفية، والمؤثرات البصرية الخاصة بالتسعينيات، مع عذر جاهز، وهو أنه أول فيلم أبطال خارقين مصري، ولكن هل هو بمعزل عن التجربة العالمية؟

من المفترض أن السينما مثل أي فن آخر تتطور على مر السنوات، ولكن السينما المصرية قررت دوما البدء من حيث بدأ الآخرون وليس من حيث انتهوا.

وقد تباهى بيتر ميمي مخرج فيلم “موسى” أكثر من مرة بالمؤثرات البصرية المتقدمة المستخدمة في صناعة الفيلم، لكنها في الحقيقة فإنها مقارنة بأفلام هذا النوع الأجنبية تشبه ألعاب الفيديو القديمة، وذلك على الرغم من كونها أهم عامل جذب في الفيلم في ظل غياب ممثلين رئيسيين مشاهير.

وبالتالي، بعيدا عن كون فيلم “موسى” محاولة مصرية لتقديم أفلام الأبطال الخارقين فإن الفيلم في الأساس مليء بالمشاكل في كتابة الحوار والشخصيات والمؤثرات البصرية، وكلها لا تتعلق بكونه تجربة أولى في أفلام الروبوت أو الأبطال الخارقين، بل متعلقة بصناعة سينمائية ضعيفة في الأساس.

المصدر : الجزيرة

World Opinions | Débats De Société, Questions, Opinions et Tribunes.. La Voix Des Sans-Voix | Alternative Média

تصفح ايضا

كيف ترى واشنطن وموسكو الناتو في ذكرى تأسيسه الـ 75؟.. فيديو

بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيسه، جدد الرئيس الأمريكي جو بايدن رأيه بأنه يتعين على بلاده المحافظة على "التزامها المقدّس" حيال الحلف، الذي رأته موسكو بأنه "عامل مزعزع للاستقرار".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Solve : *
29 − 4 =