سالفادور دالي الرسام الأسباني المُلهم في شريط يرصد عدداً من محطاته وأفكاره بعنوان: daliland للمخرجة ماري هايرون تدير الكبيرين: بن كنغسلي، والألمانية باربرا سوكوا، والنتيجة مادة سينمائية جديرة بالمتابعة.
الرسام الأسباني الشهير سالفادور دالي الراحل قبل 34 عاماً يعتبر من كبار فناني العصر الحديث، وكما كانت لوحاته مثار جدل كانت حياته الخاصة الصاخبة جداً وصفاته مثار إهتمام نقدي وجماهيري واسع.
كان دالي – بن كنغسلي – يعتبرنفسه حالة نادرة في هذا الوجود، وقد أحاط نفسه بمظاهر الرخاء والأبهة، من خلال الحفلات التي لا تتوقف في منزله وهي تجمع أجمل جميلات المجتمع حيث كل المتواجدين يتمتعون بحرية التصرف كيفما شاؤوا مع دالي ومع بعضهم البعض.
كل هذا في جانب، بينما زوجته غالا – الألمانية العالمية باربرا سوكوا – تحتل المرتبة الأولى في إهتماماته وحدها تمون عليه بالإهانة والصراخ وسيل الشتائم وصولاً إلى ضربه، حتى أنها قادرة على بث الحياة فيه من جديد عندما يُرهق أو يعتل ولطالما أيقظته من حمى مميتة بمجرد ملامسة رأسه.
يتناول الفيلم جانباً من صفاته الخاصة جداً، وكان يتغزل بزوجنه غالا رغم علمه بأنها عجوز دميمة، ولطالما ردد أنه يعتبرها الأكسيجين الذي يتنفسه في وقت كانت له علاقة خاصة مع المراهق الوسيم جداً جيمس – الأميركي كريستوفر بريني، 22 عاماً – فهو لم يكن يفارقه إلاّ حين النوم، وهو يلبي كامل طلباته ويعرف نقاط ضعفه، ومع ذلك فإن مزاج دالي المتقلب جار على الشاب وفصله ليذهب من فوره ويباشر عملاً مستقلاً في تنظيم المعارض والعلاقات العامة.
وفي أحد المفارق المؤثرة فيه توفيت غالا وتحول هو إلى رجل آخر يعتد بها، ويعتبر أن فقدانها سيغير الكون، لكنه فعل العكس عندما راح يستعيد جوانب من تصرفاته الرعناء، ويعلن أن عنده فائضاً من السعادة يكفيه لحياة مديدة.
سيناريو الفيلم صاغه جون س والش، وأدار التصوير مارسيل زيسكن، وأشرف على الماكياج والشعر سوزان ستيك مونتون، فيما أهدت المخرجة هيرون الفيلم إلى روح وذكري المنتج الراحل رو بريسمان, في فيلم لعب فيه الممثلون دوراً إيجابياً إلى جانب الممثليْن القوييْن: كنغسلي، وسوكوا، ومنهم: ريبرت غريف، ألكسندر بييير، آندريجا بيجيك، مارك ماكينا، سوكي ووتر هاوس، وإيزرا ميلر الذي جسد دالي في شبابه.
ميادين + : الميادين نت